الدعم ليس خيار اليوم .. و من البؤس محاولة حجبه . !!
06/02/2022



شوارع الشام | Street view, Scenes, Views

 كتب الاعلامي اسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :

بدأت الحكاية مع مطلع ستينيات القرن الماضي .. كان ثمة عقد اجتماعي يطل على الحياة الاجتماعية و الاقتصادية في سورية.. يمثل اتجاه حزب البعث العربي الاشتراكي في الادارة و التنمية . و بسرعة تحولت سياسة و منهج الدعم عبر مساعدة المواطن للحصول السهل على حاجاته من السلع التموينية و الضرورات الحياتية .. اكثر من ذلك .. فقد اسس هذا المنهج لجزء من حق المواطنة السورية .. و كثيرا ما تم الحديث عن ذلك .. و فخرت الحكومات دائما به .. و قدم كأساس لعلاقة الدولة بالمواطن..السوري ..

وصمدت هذه للعلاقة التي تتجاوز الطابع التجاري .. رغم كثرت ما عصفت حولها الأهواء .. من قبل من لا يحتاجونها .. اولا .. و من لا يفهمها .
الدعم في سورية اخذ طابعا وطنيا من الخطر والخطأ محاولة اللعب فيها .. لقد كرس الرئيس الراحل حافظ الاسد هذه العلاقة . ليس كمسألة عطاء و مساعدة لبعض المواطنين و حسب .. و رفض دائما التساهل في هذه المسألة .. و اوضح لكل من ترصد بها انها حالة مواطنة تتبنى الخصوصية السورية .. لا يهتم لها الا من يحتاجها .. رغم ذلك استمرت محاولات التطاول على هذه السياسة التي اسست لهذه العلاقة بحجة تنظيمها .. او كما يزعمون محاولة ايصالها لمستحقيها و النتيجة كانت دائما الاقتراب بها من الخراب الكلي .

اقسى المعايير التي أحاطت بهذه العلاقة كانت الاعتبارات الت اعتمدت او كادت مؤخرا .. فقد جعل لها اصلا واحدا مسيطرا تقريبا .. هو السيارة .. !!؟؟ السيارة التي يملكها مواطن بعد تقاعده من عمله ..!! هذا يميز تماما الخوض في المجهول و الجهل بكل ما يحيط به .. سيارتك هي التي تحدد لك ليس بنزينها وحسب .. بل ايضا .. خبزك و عيش اولادك و السكر الذي تحتاجه و الرز .. و .. و ... !!كل ذلك تحكم فيه و عليه السيارة ..!!! هذا استسهال بحق المواطن .. و استسهال .. بعلاقة الدعم التي هي كما أسلفت بشكل ما علاقة مواطنة .. لا يجوز العبث فيها ابدا ..
لقد بنت سورية اهم و اعرض خطط التنمية في المنطقة و شهدت لها الدول المجاورة و غير المجاورة .. و كان الدعم احد اهم الركائز التي اعتمد عليها المواطن في تجربة مشت على طول سني عمره .. فمن هو الذي يحق له اليوم ان يهشم له هذا الاتفاق و يرميه في وجهه .. كل المؤشرات تؤكد أن الوضع الاجتماعي العام في سورية غني فعلا عن مثل هذه المغامرة .. التي يصعب تخيل نتائج ايجابية لها
 . As.abboud@gmail.com





المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=126&id=190530

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc