يا عالم .. إلى أين ..؟
27/02/2022




موسكو تتطلّع إلى ما بعد الحرب: نحو إحياء مشروع «نوفوروسيا»؟

 
كتب الاعلامي  الاسعد عبود - خاص سيرياستيبس :
كنت اعدّ لمقال هذا الاسبوع حول المتاهة التي يقع فيها المواطن السوري في زحمة القرارات  و الأنظمة و الأمزجة المدونة كسياسة اجرائية .. و تعديلات ذلك كله و تعديلات التعديلات و تجزئة النصوص و تبويبها على المقاسات التي توضع للناس  .. و الهدف اولاً التدخل بحياتهم بما يسمح بوضعهم بين مطرقة الواقع المعقد و سندان الفساد. ثم جاءت الحالة الروسية الأوكرانية و أنذرت باحتمالات الحرب التي ستكون  سيئة الوقع على حياة البشر..
بدأت الحرب و بدأت معها انذاراتها التي شكلت بيئة خصبة لزملاء الاعلام في كل العالم  للقص و اللصق .. و الشرح و الاستنتاج .. و ضرب الأمثلة مرة من الماضي الذي كان و مرة من المستقبل المحتمل .. و محتمل أن لا يكون أيضاً ..
هكذا انضمت حالة هذه المتاهة إلى حالتنا .. و هنيئاً لمن يفهم شيء .. و ربما كان ليسهل الأمر لولا الشرح الذي قدمته وزارة الاقتصاد السورية عن استعداداتها لمواجهة الظروف التي قد تضعنا فيها العملية الروسية في اوكرانيا .. و هي الحرب دون اي احتمالات أخرى.
كأن هذا العالم لا  يستطيع أن يعيش دون حروب .. ؟؟
روسيا و أوكرانيا .. جيرة عمر و قرابة دم و عشرة طويلة إلى درجة الثقافة المشتركة .. عجزتا عن التفاهم حول لا شيء يختلفان حوله .. ؟!!
لو استبدلنا المشهد لدقيقة .. لعرفنا حجم المتاهة التي وضعت الحالة فيها ..
تشعر روسيا بأنها قد تستهدف بأمنها من خصوم لا يخفون خصومتهم معها .. و تدرك أن الأرض الأوكرانية قد تكون المعبر غلى حدودها .. و باسم جيرة العمر و قرابة الدم .. باسم السلام و ابعاد الخصوم و المتلاعبين عن الإيقاع بهما .. يجتمع الجاران و يقرران :
أن لا فرصة لأحد للدخول بينهما إلا كميّسر للأمور و حمامة للسلام ..و على هذا يتفقان و يوقعان و تمشي الأمور وفق مصلحتي كلا البلدين و الشعبين ...
أين المتاهة ..؟!.. لا متاهة.. لو هكذا مضت الامور .. بشروط عمل المصالح المشتركة .. إنما كانت المتاهة بصخب و زعيق المصالح المعادي بعضها لبعض .. ها هو العالم و كأنه لن يتغير .. !! يحاولون حسم المصالح بالحروب و لم تحسم يوماً ... فإلى أين اليوم ..؟!
في هذه الحرب..  الاقتصاد هو خط المواجهة الأضعف .. كما هو دائماً .. الاقتصاد هو مصلحة الناس و كل ما يتعلق بشؤون حياتهم .. و ليس لذلك كله شأن بالحروب .. بل إن الحروب هي مدمرة الاقتصاد ..أي اقتصاد ..و الفقراء هم الأضعف و هم الخاسرون دائماً ..  و لذلك ترتعد فرائص الكثيرين في العالم و في هذه البقعة من بقاع العالم خوفاً من القادم المجهول .. خوفاً من الضياع في المتاهة ..
لذلك لم يدخل حديث الحكومة السورية " وزارة الاقتصاد " أي نوع من انواع الراحة إلى قلوب المواطنين .. بل رأيت كثيرين منهم يتساءلون .. إن كانوا هم المعنيين ..
كأنه لم يكن يكفينا دوخة الدعم و رفع الدعم ..




المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=190815

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc