وفي الوقت الذي اختار فيه الإسرائيليون تأكيد استمرارهم في استراتيجية «المعركة بين الحروب» في سوريا، مع مطلع العام الجديد، واصل الأميركيون، من جهتهم، إدخال أسلحة ومعدّات لوجستية إلى قواعدهم غير الشرعية، بالتوازي مع تنفيذ تدريبات عسكرية في كلّ من التنف ودير الزور، في ما يؤشّر إلى عدم وجود أيّ نوايا لديهم لتغيير سياساتهم تجاه هذا البلد.
نظّمت قوات «التحالف» تمريناً على أسلحة مضادّة للطائرات
وتُظهر أنشطة «التحالف» عزمه على العودة إلى قاعدة سابقة في «الفرقة 17» في الرقة، بعد رصد آليات هندسية تعمل ضمنها تمهيداً لاعتمادها ربّما كمهبط للمروحيات الداعمة لعمليات «قسد» المُفترضة ضدّ تنظيم «داعش» في مدينة الرقة وأريافها. كما أظهر «التحالف» استجابة تصعيدية تجاه أيّ محاولة مساس بوجوده في سوريا، بعد مضيّ كلّ من أنقرة ودمشق في خطوات «تصالحية» برعاية روسية، أوّل ثوابتها اعتبار الوجود الأميركي على الأراضي السورية غير شرعي، وداعم لكيانات تهدّد وحدة أراضيها. ومن هنا، أعلن «التحالف»، في بيان أول من أمس، «تنفيذ تمرين الجاهزية العملياتية، باستخدام المدفعية الرشاشة المضادة للطائرات في شرق سوريا، للتحقّق من فاعلية المنظومة والاحتفاظ بالجاهزية لتنفيذ المهام الأساسية التي تساعد على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين». ولأن الأميركيين دائماً ما يكرّرون لازمة أن وجودهم على الأراضي السورية غرضه محاربة «داعش»، الذي لا يمتلك أيّ وسائل قتال جوّي، فيبدو أن الاختبار الأخير لمضادات الطائرات، هو رسالة استباقية ضدّ أي تنسيق ميداني سوري ــــ تركي، يهدّد الوجود الأميركي في شمال سوريا وشرقها.
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=110&id=193841