إن كنا ننتظر المساعدات على شكل مشاريع و استثمارات
كيف سيكون العمل في ظل حكومة .. يئسنا من يأسنا منها





 

كتب الاعلامي أسعد عبود لسيرياستيبس :

إن حاولنا أن ننسى أو نتناسى ، فإن واقعنا لا ينسانا .. و أن نتلمس خُطىً موعودة نأمل منها خيراً فهي ما زالت غير ملموسة .. انما هو حالنا و ما يهددنا يجعلنا نحلم بالأمل قبل أن ندركه .. و يقولون : تفاءل ..!! نحاول التفاؤل.. ولا ننتظره قادماً بالحلول من البوابات التي بدأ صوت الطرق عليها مسموعاً و لم يمر الضوء بعد من الفتحات الموعودة .. ..
 الطريق إليه ليس من تركيا ولا من الخليج ولا من أي من الحلفاء .. أو الأشقاء أو من دول الجوار .. هذه كلها تسمح بالتفاؤل .. لكن عندما تولد عندنا شروط التفاؤل .. إلى الآن تأخذ التوجهات نحو سورية طابع المساعدات الانسانية و الخطوات المتثائبة شبه المرتبكة .. لكن .. و بصدق نحن مرتبكون أكثر منها .. لأننا لم نغادر بعد الأسلوب ذاته و الأدوات بعينها و اللغة التي أوصلتنا إلى هنا. ولا يبدو عندنا مكان نستقبل به القادم الموعود إن جاء .. و الأفضل أن نقيم لنا مقامات فاعلة ذاتياً و صالحة إن وصل الأمل الموعود لاستقباله بالكفاءة العالية ..
نقص الكفاءة و تشتتها و تبعثرها من جانب ... و الفساد و خدمة المصالح الفردية و الشخصية من جانب آخر .. كل منهما تحد منفرد بذاته متضامن و متفاعل مع الآخر ليمنع الانطلاقة .. إن كانت ستولد . أيهما أخطر في كبح جماح الأمل الذي يكاد يوصل صوتاً ضعيفاً لا يُسمع ... الفساد .. أم نقص الكفاءة و سوء الادارة و التفكير .. ؟؟ مهما كان الجواب .. ما العمل إن كان التحديان قائمين و ربما متحالفين ..
عموماً نحن في سورية و لشدة ما عانيناه و نعانيه من الفساد .. نكاد ننسى ما يحملنا اياه العجز و الفشل الاداري و العلمي. علماً أن هذا العجز يشمل ليس فقط مبادرة البناء و العمل بل يشمل أيضاً امكانية الابتعاد بها عن الفساد و الفاسدين .. لقد حول سوء الفهم و العجز و التخلف الاداري و موت المبادرة و الابتكار مصطلحاً كمكافحة الفساد إلى مهزلة مضحكة و عاجزة تماماً .. و كثيراً ما نر ما يسمى بمكافحة الفساد انزياحاً بالحالة إلى فساد أشد .
 لا أحد يستطيع في ظل ظروفنا القائمة أن يبادر إلى مواجهة الفساد .. في الوقت الذي ترتعش فيه مبادرات الادارة الحكومية بين أيديها لتشكل رقصة ساخرة.
ما العمل إذاً .. ؟! الثقة بالناس و اطلاق مبادراتهم و الابتعاد عن مصادرة ما تبقى لديهم من الامكانات .. إن كان بقي لديهم شيئاً .. و الكف عن استخدام اللغة الممجوجة التي تتهم فئات و مجموعات عاملة في المجتمع كالتجار مثلاً .. إن كنا ننتظر المساعدات على شكل مشاريع و استثمارات .. فكيف ستصلنا و من الذي سيغامر بها عندنا إن كنا ما زلنا نرى في التاجر عدواً و كذا في الصناعي أو الحرفي و أي مبادر يحاول أن يعير من جدار النصوص الذي تتحكم به الحكومة التي يئسنا من يأسنا منها ..



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=194633

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc