زحمة
لقاءات وزيارات سجّلتها الديبلوماسية السورية خلال الأسبوعَين الماضيَين،
وسط حَراك عربي مستمرّ لإعادة توثيق العلاقات المقطوعة بين دمشق والعواصم
العربية. إذ لم تهدأ طائرة وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، والتي
تتابع التحليق بين عاصمة وأخرى، فيما كانت آخر رحلاتها جولة مغاربية شملت
الجزائر، التي لم تقطع علاقتها مع دمشق طيلة فترة الحرب، وتونس التي تعيد
وصل علاقتها الديبلوماسية على أعلى المستويات مع سوريا. المقداد، وخلال
زيارته المغاربية التي ما زالت مستمرة، أشار إلى أن مسألة العلاقات السورية
- العربية تُعتبر أولوية بالنسبة لحكومة بلاده، مستبعداً، في الوقت الحالي
على الأقل، عودة سوريا إلى مقعدها المجمّد منذ 11 عاماً في «جامعة الدول
العربية».
أبدت الكويت مرونة أكبر عن طريق تأكيدها التزام الإجماع العربي الذي ما زالت قطر والمغرب تغردان خارج سربه
ويستعدّ
الأسد لزيارة المملكة خلال المرحلة المقبلة تلبيةً لدعوة سعودية، الأمر
الذي من شأنه أن يعيد ترتيب التوازنات في المنطقة بشكل عام، بما يشمل لبنان
الذي يعيش فترة فراغ رئاسي، ولعبت العلاقات السورية - السعودية، تاريخياً،
دوراً في حفظ توازنه. الوزير السعودي، الذي استقبله في المطار وزير شؤون
الرئاسة، في ظلّ سفر المقداد، انتقل على الفور من المطار إلى القصر الرئاسي
للقاء الرئيس السوري، في وقت نشرت الخارجية السعودية بياناً أكد أن هذه
الزيارة تأتي في سياق «حرص المملكة على الحلّ السياسي، وعلى إعادة سوريا
إلى محيطها العربي، بالإضافة إلى حرصها على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها
وهويتها العربية».
وبالتوازي مع الحراك العربي الواسع نحو دمشق، يشهد
مسار التقارب السوري - التركي تباطؤاً مستمرّاً، في ظلّ تمسّك دمشق بموقفها
الذي يربط بين التطبيع مع أنقرة وخروج القوات التركية غير الشرعية من
الأراضي السورية، ضمن خطّة يتمّ الاتفاق عليها داخل «الرباعية» (سوريا
وتركيا وإيران وروسيا). وتسبّب ذلك، مرّة أخرى، بتأخير لقاء مجدول على
مستوى وزراء الخارجية، بعد أن استضافت موسكو لقاءً على مستوى معاوني وزراء
الخارجية، قدّمت فيه الأطراف الأربعة رؤيتها للحلّ، قبل أن يخرج وزير
الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، بتصريحات رفض من خلالها ربط التطبيع
مع دمشق بمسألة خروج القوات التركية، والتي ربط وجودها بما سمّاه «المخاطر
الإرهابية»، في إشارة إلى القوى الكردية المنتشرة على جزء من الشريط
الحدودي بين تركيا وسوريا
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=110&id=194862