سيرياستيبس :
يترقّب العراق زيارة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، خلال الأيام القليلة المقبلة إلى بغداد، لمناقشة جملة من الملفّات المشتركة بين البلدين. وتُرافق هذه الزيارةَ، الأولى من نوعها منذ 12 عاماً والتي تتضمّن ملفّات ساخنة ومعقّدة كثيرة، ولا سيما المياه والأمن بتفرّعاته العديدة والنفط، توقّعاتُ مراقبين باحتمال أن تَجري مقايضة بين استئناف تصدير نفط كردستان عبر ميناء جيهان التركي، وفتح تركيا السدود لتوفير كمّية أكبر من المياه للبلد الجار الذي يعاني الجفاف والعطش.
ولتركيا تاريخ طويل من العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية مع العراق، والتي تطغى عليها منذ سنوات ملفّات شائكة كوجود القوات التركية في إقليم كردستان بذريعة ملاحقة «حزب العمال الكردستاني» وشنّ عمليات عسكرية ضدّ مقاتليه، وقضية المياه التي تتّهم بغداد دائماً أنقرة بحجب حصّتها منها، فضلاً عن القطاع الاقتصادي والتجاري الكبير بين الجانبَين. ويستورد العراق معظم حاجته من السلع والبضائع من دول الجوار، وخاصة تركيا، التي يصل حجم المستوردات منها سنوياً، بحسب «هيئة الإحصاء التركية»، إلى نحو 20 مليار دولار وفقاً للتقديرات الرسمية. وتبسط تركيا نفوذها العسكري، منذ سنوات، على مناطق عدّة في شمالي العراق، فيما تنشر عشرات القواعد والثكنات العسكرية على الحدود العراقية - التركية، وتحديداً على بعد 200 كيلومتر تقريباً من الحدود التركية في الداخل العراقي، وهو ما تنتقده الحكومات العراقية المتعاقبة منذ عام 2003. كذلك، يعاني العراق أزمة مياه شديدة أدّت إلى خسارة البلاد 70% من مساحاتها الخضراء، ونفوق مئات الأطنان من الأسماك، الأمر الذي أثار مواقف شعبية وسياسية ضدّ تركيا بسبب تقليص الحصّة المائية العراقية وبناء السدود في الدولة الجارة. وبناءً عليه، فإن أبرز الملفات التي ستتناولها الزيارة، وفقاً لمصادر حكومية عراقية، هي: الاقتصاد، والأمن، وتصدير النفط، ومشروع «طريق التنمية»، والمياه، والتبادل التجاري، في حين تتوقّع مصادر سياسية أن تشمل الزيارة نقاشاً حول الخلافات داخل المكوّن السنّي، ولا سيما التي تتعلّق بالزعامات. وعن أولويات زيارة الرئيس التركي للعراق، يقول مصدر حكومي عراقي، لـ«الأخبار»، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن «الزيارة مهمّة على الصعد كافة، ولا سيما في القضايا المرتبطة بمصلحة البلدين كالمياه وتصدير نفط إقليم كردستان عبر ميناء جيهان، والذي توقّف منذ شهرين تقريباً، إثر دعوى قضائية رفعها العراق عام 2018 في محكمة التحكيم الدولية». ويضيف أن الحكومة العراقية الحالية تميل في سياستها إلى التهدئة، ولا سيما في علاقاتها الإقليمية بشكل عام، ومع تركيا بشكل خاص، والتي شابتها بعض التوترات بسبب القصف الجوي التركي ضدّ المدنيين في قرى وبلدات كردستان، بذريعة ملاحقة «حزب العمال الكردستاني» الذي يُعتبر العدو اللدود لأنقرة. ويشير المصدر الحكومي إلى وجود نية حكومية للتفاوض بشأن حصّة المياه، وإنهاء الأزمة الحاصلة، فضلاً عن مناقشة مشروع «طريق التنمية» الذي يمرّ عبر تركيا إلى أوروبا. ويخلص المصدر إلى أن «العراق بحاجة إلى مثل هذه الزيارة، كونها تحمل ملفّات استراتيجية قد تجعله مستقراً خلال السنوات المقبلة».
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=110&id=195901