لندعم مبادرة الناس لمواجهة تهديد الموت .. جوعا
الاشتراكية التي جربناها .. هي اشتراكية المنع و الردع و المصادرة و الحصر و الفساد





كتب أسعد عبود لسيرياستيبس 

اليوم .. و حيث نواجه فعلاً مخاطر الهلاك .. و حيث يراود معظمنا - إن لم أقل كلنا - أحلام سحر المال القادم من الخارج ، لا يحتاج إلا البحث عن صراف .. و قرشك بآلاف منه .. يشتد خطر الهلاك ، جدّاً و ليس مزحاً أو مبالغة !!. و بتهديد الموت جوعاً بانتظار مراكب الهجرة الشرعية وغير الشرعية .. و لما كان من المحال على كل سوري أن يجد حلاً لظروفه المعيشية و الحياتية في الخارج .. سيبقى كثير من السوريين .. أكثريتهم .. ينقبون في الأرض بحثاً عن الحلول . ولا أظنها منعدمة .. لكنها بالتأكيد ليست سهلة .. فإن أقدم عليها المهرة المواظبون .. من يدري .. قد يكون نصيبهم من هذه الدنيا أفضل من نصيب الذين يرطنون على أرصفة الخارج ؟!
في تاريخنا المعاصر و غير المعاصر كبشر، تجارب  عديدة خرجت بروادها من العذاب و البؤس و الحاجة إلى اليسر و طيب الحياة . حتى ليبدو أحيانا أن تجربة البشرية للخروج من مأزق متطلبات الحياة و العيش المقبول الكريم .. قامت على جهود العقل و العلم و التجربة ، وليس على حمى البحث عن الذهب في اصقاع العالم .. 
 في ظل الظروف القائمة .. و الحاجة المؤلمة .. تسطع في العقل البشري الكثير من الرؤى بقيم هامة .. و هذا العقل السوري الذي ذهب و عبقر في امريكا الجنوبية و الشمالية و افريقيا .. و في اوروبا أيضاً .. قد لا يجد ما يمنعه من اظهار عبقريته فوق ما بقي من أرضه و مقومات الحياة عليها ..  
منذ بضعة أيام قرأت " بوستاً " على شاشة الفيسبوك : أخ كريم .. أو اخت كريمة يدعو لنزرع مئة مليون شجرة زيتون في سورية .. ؟! ذكرني هذا البوست بتجربة للدولة " الزراعة " لنشر زراعة الزيتون في البادية السورية لتثبيت حرمة الكسبان الرملية .. بعد أن أثبتت التجربة أن الزيتون شجرة مقاومة للجفاف .. و مضت التجربة بعيداً .. لكنها لم تصل غايتها الأخيرة .. و بالتالي فإن الفكرة التي وردت على شاشة الفيسبوك .. لها ارضيتها العلمية يغض النظر عن جدارة الرقم " مئة مليون شجرة زيتون "   .. و بغض النظر عن احتمال أن يكون الدافع إليها ، ارتفاع أسعار زيت الزيتون .. و كونه حالة موسمية و قعت ضحية عبس قرارات الحكومة .. 
المهم ليس هنا .. بل فيما ذهبت إليه أولاً من ضرورة رصد أفكار و مبادرات العقل الوطني اليوم أفراداً و مجموعات .. الحاجة ستدفعه إلى المبادرة و الابتكار و المغامرة ما وجد إلى ذلك  سبيلا .. و إن لم تحبطه الحكومة و هيئاتها و قرارتها .. ما يمنع منها و ما يسمح بحجة حماية الوطن و الأرض و أيضاً الاشتراكية التي لم يخجل منها أحد بعد ليردفها بعيداً .
الاشتراكية التي جربناها .. هي اشتراكية المنع و الردع و المصادرة و الحصر و الفساد .. و ما نحتاجه هو اشتراكية الارادة و العلم و الحرية و التجربة .. و طريقنا لها قد يكون بحرية العمل و التوجهات للمبادرات و أصحابها .. و ابتعاد الحكومة و زلمها عن ذلك كله .. 
دعوه يعمل .. دعوه يعيش .. و ذلك يحتاج ابعاد الوصاية و السوط عنه .. 
و لننتبه إلى تحارب العالم .. بنغلادش مثلا كمثال أخير في مقدرة و تفوق العقل البشري في الادارة و التنظيم . 
 
As.abboud@gmail.com



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=196202

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc