الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثاني، ما زالت تُقابَل بحالة حرص وضبط أمني واضح، الأمر الذي أمّن طوال الشهر الماضي المدينة من أي فوضى، كما ساهم بشكل فعّال في ضمان عودة الدوائر الحكومية والفعاليات الاقتصادية والتجارية إلى نشاطها، بعدما تعرّضت خلال الأيام الأولى للاحتجاجات لبعض المضايقات وقطع بعض الطرق، وهو ما تم تجاوزه في وقت لاحق، بعد لقاءات أجراها مشايخ عقل ووجهاء في المدينة مع مسؤولين حكوميين، استمعوا خلالها إلى مطالب الحاضرين، وسط وعود بدراستها، وفق ما أكدت في وقت سابق مصادر تحدثت إلى «الأخبار».
الاحتجاجات ما زالت تُقابَل بحالة حرص وضبط أمني واضح، الأمر الذي أمّن المدينة من أيّ فوضى
وفي
ردة فعل عاجلة، بدت كأنها منتظرة، أصدر حساب السفارة الأميركية على منصة
«X» بياناً عقب حادثة إطلاق النار في السويداء، ذكر أن واشنطن «تعبّر عن
قلقها إزاء التقارير التي تتحدث عن استخدام العنف في السويداء»، وهو
المضمون ذاته تقريباً الذي تضمّنته بيانات المبعوثة الفرنسية الخاصة إلى
سوريا، بريجيت كرمي، والممثلة البريطانية الخاصة بشأن سوريا، آن سنو،
والمبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، في وقت نشرت فيه المؤسسة
البحثية الأميركية «المجلس الأطلسي» تقريراً أملت فيه استمرار الاحتجاجات
في السويداء.
وبعيداً عن الاتهامات المتبادلة التي أثارها اتصال عضو
الكونغرس الأميركي بالهجري، والبيانات التي أصدرتها واشنطن وحلفاؤها، يوضح
الاهتمام الأميركي والغربي البالغ بتظاهرات السويداء الرغبة الواضحة في
استثمار ما يجري في المحافظة الواقعة في خاصرة سوريا الجنوبية، ويعيد إلى
الأذهان عشرات المحاولات السابقة للزج بالمدينة التي تتمتع بخصوصية تتعلق
بموقعها الجغرافي (قرب الأراضي المحتلة) والديني (امتداداتها الدينية نحو
لبنان والجولان السوري المحتل)، بما فيها مساع سابقة تم إجهاضها للدفع نحو
إنشاء «إدارة ذاتية». وهي مساعٍ ما زالت قائمة، وتواجَه برفض واضح ومباشر
من وجهاء المدينة وشيوخها، حتى الآن، وسط توقعات بالتزام حركة الاحتجاجات
القائمة مسارها الحالي من دون أيّ انزياح نحو فوضى أظهرت أجهزة الحكومة
السورية حرصها على عدم الانجرار إليها، وأظهرت مواقف شيوخ المدينة ووجهائها
الالتزام نفسه حيال احتمالاتها. ويأتي ذلك على رغم بعض التصريحات
الانفعالية والسياسية التي خرجت عن هذا السياق، والتي تشكّل بالنسبة إلى
واشنطن وحلفائها فرصة لا تعوّض لاستثمارها، وخصوصاً أنها تأتي في سياق هجمة
أميركية متواصلة لاستعادة المشهد السوري، سواء عبر حملة التصعيد الميدانية
أو السياسية، أو حتى الإعلامية عن طريق وسائل إعلام أعلنت الخارجية
الأميركية تقديم دعم مالي لها بهدف «تعزيز أولويات سياسة الحكومة الأميركية
في سوريا».
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=110&id=196358