سيرياستيبس
محمد العمر :
شكّلت زراعة الموز داخل البيوت البلاستيكية عاملاً منافساً للأصناف الأخرى، وخاصة الخضراوات، بعدما أظهرت تفوقها لجهة رخص تكاليف الإنتاج، مقارنة مع البندورة على سبيل المثال! وبعد أن وصفت بالزراعة الخجولة منذ بدايتها منذ عامين، باتت زراعة الموز من الزراعات التي يطلبها المزارع بقوة دون تردّد، كونها ذات إنتاج عالٍ، إلى جانب انخفاض التكاليف من نواحي عديدة.
عدد من المزارعين يؤكدون اليوم أن زراعة الموز أثبتت نجاحها، ضمن تصنيف الزراعات الاقتصادية الواعدة، في حال توفرت لها مستلزمات الزراعة وسبل الدعم والرعاية، ولاسيما أن الموز مادة ليست سريعة العطب، مما يجعله في حاله التعامل معه بطريقة صحيحة ومن ثم تسويقه كما يجب منافساً للموز الصومالي، مشيرين إلى أن البندورة المحمية وغيرها من المحاصيل البلاستيكية أصبحت تعاني من غلاء أسعار مستلزمات الإنتاج، بدءاً من البذار والأسمدة، وصولاً إلى شرائح النايلون وعبوات الفلين وأجور النقل التي باتت تكلفة شحنها من الساحل إلى دمشق أكثر من 6 ملايين ليرة سورية، نتيجة ارتفاع المازوت فوق سعر 12 ألف ليرة، فضلاً عن مخاطر وأضرار الكوارث الطبيعية من رياح وأمطار (التنين البحري) الذي يعمق من جراح المنتجين.
تكلف 10 آلاف ليرة فقط
رئيسُ اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش اعتبر أن زراعة الموز بالبداية في
المحافظة وصفت بـ “الخجولة”، لكنها سرعان ما انتشرت بشكل لافت على طول
الشريط الساحلي لقلة تكاليف زراعتها، مقارنة بالزراعات المحمية والبيوت
البلاستيكية مثل البندورة، موضحاً أنه بحسب مديريات الزراعة، فإن تكلفة
الكغ من الموز تصل إلى نحو ١٠ آلاف ليرة، ويباع الكغ بنحو ١٥ ألفاً، لتقدر
كميات الإنتاج لهذا العام بحدود ٥٠٠٠ طن.
إذا عُرف السبب!
عن سبب توجّه المزارعين لزراعة الموز، يرى رئيس مكتب التسويق والتصنيع في
الاتحاد العام للفلاحين أحمد الهلال أن نشاط زراعة الموز أكثر من عامين
داخل الييوت البلاستيكية أثبت نجاحاً كبيراً، وجدوى اقتصادية محققة
للفلاحين كونها زراعة محمية ومكشوفة.
ويرى الهلال أنه من الملاحظ هذا العام أن أغلب أنواع الموز المعروض هو محلي
من إنتاج منطقة بانياس بكلفة بسيطة، وهو أقل احتياجاً للسماد مقارنة
بالبندورة والخضراوات المحمية الأخرى وذو إنتاجية عالية، مما انعكس إيجاباً
على وفرة الموز في أسواقنا المحلية على حساب البندورة التي زاحمها في عقر
دارها.
وأشار مدير مكتب التسويق إلى عدم وجود مخاوف من فقدان أية منتجات زراعية
محمية أو داخل البيوت البلاستيكية، نظراً لوجود عدد كبير منها في طرطوس تصل
إلى نحو ١٦٥ ألف بيت، ومن حق الفلاح أن يبحث عن زراعات تحقق له عائداً
مجزياً، علماً أن الزراعات المحمية عموماً غير مدعومة من قبل الدولة،
وبالتالي الفلاح حرّ في اختيار نوع المحصول، متوقعاً أن تتوسّع زراعة الموز
بشكل أكبر هذا العام والذي يليه.
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=132&id=198068