أيها السوري انت و ربك .. !!
08/07/2024





في ظل تخلي الدولة عن دورها .. و الغياب و الغيبوبة .. و متاهة التوجه للعمل :
أيها السوري انت و ربك .. !!
كتب أسعد عبود- خاص لسيرياستيبس :

لا مؤسسات اقتصادية ... لا شركات فاعلة في الانتاج و البناء ..لا منظمات أو تنظيمات شعبية أو غير شعبية .. أعني : على الأرض .. لا نقابات .. لا تعاونيات .. لا مجالس .. حتى ولا بالأجر .. اعني استثمار و مشاركة .. لا شيء من كل ذلك .. وتسمع بعد .. من يهتف أو يردح بما مله السمع و العقل .. فلا احد يسمع .. ولا احد يهمه أن تسمع ..
لا احد و لا شيء يقنع الخلق بالكف عن النداء على الماضي بلغة الماضي و شعاراته و وسائله و كل ما أوصلنا إلى هنا .. إلى الفشل تماما ... الموالون و ما هم موالين .. المعارضون و ما هم معارضين .. الامس احسن من اليوم .. و اليوم - غالبا - احسن من الغد .. من أراد أن يعمل فليعمل لوحده .. وهم كثر .. رغم الظروف و الهجرة و الفقر و العته الاداري و الحكومي .. مازال في سورية كثر يريدون أن يعملوا رغم أحلام الهجرة و المال يأتي على أسهل السبل والثروة . ما زال في سورية كثيرون يعملون .. و احيانا يحلمون حتى يفاجئهم الواقع .. اذ يفرض عليهم .. على كل من يريد أن يعمل ليعيش و يحي الارض و البشر و الثروة بكل تكوينها .. ان يكون مؤسسة لوحده فلا مؤسسة تمد يد العون أو المساعدة .. ولا حتى الشراكة إن لم يكن ثمة فرصة لمد اليد غير النظيفة ..
يعمل لوحده و يواجهه ما لا نهاية له من المشكلات !! فإلى اين و إلى من يتوجه .. ؟! .. الكوارث التي يواجهها أي عامل في أي قطاع لا يعرفها الا هو ومن في صفه .
في الصناعة في الحرفة .. في الزراعة .. خصوصا في الزراعة .. و حتى في السياحة والتجارة .. لكل مواجهة مع مشكلات بلا حصر و بلا معين .. فالدولة تمضي بذكاء و مقدرة برفع يدها عن كل دعم .. و ليس فقط عن دعم الغذاء و الدواء و الوفود و الخبز وغيره.. بل عن كل استجابة لنداء و تدخل ما لم يكن تدخلا مجزيا يرضي الجيوب ..
هذا يسمح لنا أن نسأل سؤالا :
ماذا حل باعداد و جيوش المساعدين الذين كانوا يعملون في كل قطاعات الانتاج لمساعدة المنتجين و السماع لهم .. ؟؟
النقابات .. الوحدات الإرشادية في القطاعين الحرفي و الزراعي .. مخازن مستلزمات الانتاج .. الصيدليات الزراعية التي تضمن سلامة المبيدات و الاسمدة ..
طبعا أنا لا أبحث عن حلول مستفادة من تجارب الماضي و لغته و أدواته .. لكننا بلا حديث أو جديد و لذلك كأي مفلس نقلب دفاتر الماضي .. كي نستمر في الحياة مهما كان نوعها او مستواها ..
أنا اليوم اقيم في منطقة زراعية .. أراقب و اشاهد بعيني مجتمعا لا تعرفه .. هو زراعي أم صناعي ام حرفي .. أم .. ما طبيعته لا أحد يعرف .. و لا ترى عيني مؤسسة واحدة للعمل الارشادي المأجور المضمون .. أبدا .. ؟؟ انت ايها العامل .. انت و ربك و حظك .. ونصيحتي لك لا تنتظر الدعم المشؤوم الموعود .. الكذب يعتري التجربة حتى قبل أن نبدأ ..
النشاط الخاص المأجور لتنظيم و قيادة الأعمال الفردية في الزراعة و غيرها لم تظهر بعد و كل شيء يقوم على الصدفة .. و الصدفة ستحكم إلى حد كبير تجربة الدعم العتيدة .. و سنرى ..و لعلنا نحزن ..
As.abboud@gmail.com



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=199193

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc