وأشار فضلية إلى أنّ التقصير الواضح في استثمار الثروات الموجودة في
سورية، مبيناً أننا رابع دولة في العالم تملك مخازين وكميات كبيرة من
الفوسفات تكفي الوطن العربي، ورغم ذلك لا ننتج كميات السماد المطلوبة علمًا
أننا نمتلك الأرضي الزراعية والمناخات المختلفة والبادية، ولا نملك مكونات
العلف الأساسية ومنها الذرة العلفية والشعير ومعظم هذه المواد تستورد،
علماً أنه ممكن إنتاجها محلياً وعندما توفره الدولة عن طريق الاستيراد نصفه
يذهب الى السوق السوداء.
أما الهدف الرابع من التنمية المستدامة فهو تعزيز فرص التعليم للجميع مدى
الحياة ونفاجأ مؤخراً بقرار من الحكومة يقضي بمضاعفة رسوم التسجيل في
الجامعات للتعليم الموازي والجامعات الخاصة، بحيث يحتاج المواطن لتسجل ابنه
في الجامعة الخاصة راتبه على مدار سنتين في حال كان يتقاضى أكبر راتب في
سورية، إضافة لفرض رسوم أخرى على مراحل التعليم في المدارس.. إذاً أين نحن
من التنمية المستدامة.
وأضاف فضلية: إن التنمية المستدامة تتطلب تأمين الغذاء ونحن نستورد أهم
المواد في سورية الرز والسكر، ومؤخراً أصدرت الحكومة قراراً برفع قيمة
السعر الاسترشادي لدولار الاستيراد، أي أن تكاليف الاستيراد ازدادت إلى
الضعف، الأمر الذي ينعكس بشكل تلقائي على المستهلك، كما تمّ رفع السعر
الاسترشادي لدولار التصدير أيضاً الذي أحجم بعضهم عن التصدير.
ودعا فضلية إلى ضرورة زيادة الدخل التي أصبحت حقاً، لكن يجب ألّا نستند في
تحصيل هذه الزيادة على مصادر ومطارح تؤدي إلى التضخم وغلاء مستوى المعيشة
وتقليل الدخل من القطع الأجنبي.
عدّ فضلية في ختام المحاضرة أن تعثر التنمية والتطور ناجم عن سوء إدارة
الموارد، مستشهداً بقول باحث أمريكي إعلامي واقتصادي: “إنّ سورية تمتلك من
الموارد ما يجعل متوسط دخل الفرد السنوي أكبر من متوسط دخل الفرد السنوي في
بلجيكا وهولندا”، مضيفاً: «أستشهد أيضاً بقول أحد أساتذة الاقتصاد في
الجمعية العربية للعلوم الاقتصادية بأن لا بارك الله بأي اقتصاد لا يؤدي
إلى الرفاه البشري وليس هدفه الإنسان»، معتبراً أنه لا يوجد طريق رابع ولا
خامس، ففي الواقع الراهن لا يوجد إلّا طريق أول وهو طريق الرأسمالية، علماً
أنه لا يوجد حالياً أي رأسمالية صافية في أي دولة بالعالم، وطريق ثانٍ وهو
الاشتراكية وأيضاً لا توجد أي دولة بالعالم فيها نظام اشتراكي صافٍ كما هو
نظرياً، وهناك طريق ثالث يقوم وفق نماذج متعددة فهو موجود بما يتناسب مع
ظروف سورية وهو ما يتم المناداة به، علماً أن هذا الطريق لا ينفذ بأمانة.
حديث الدكتور عابد فضلية جاء خلال مشاركته في محاضرة اقيمت بمكتبة الاسد حول الطريق الرابع الذي قدم له الدكتور منير الحمش
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=199695