سيرياستيبس :
قسيم دحدل :
تؤكد أحدث التقارير الاقتصادية أن أسعار مكوّنات الطاقة الشمسية تتراجع
بشكل حاد، بسبب الفائض الكبير للإنتاج في الصين بعد سنوات من الهيمنة على
هذه الصناعة، كما تؤكد أنه، وعلى الرغم من أن الصين تنتج ضعف عدد وحدات
الطاقة الشمسية المثبتة في جميع دول العالم، إلا أن فائض العرض في السوق
أدى إلى انخفاض قياسي حاد في أسعار وحدات الطاقة الشمسية، إذ بلغ أقل من 10
سنتات لكل واط، ناهيك عن تراجع الأرباح في جميع أنحاء هذه الصناعة،
فالبولي سيليكون والرقائق والخلايا الشمسية تُباع الأن بأقلّ من متوسط
تكاليف إنتاجها، الأمر الذي يتسبّب بضائقة مالية حتى بين الشركات الصينية
الكبرى.
كما أن التأثير السلبي شمل التصدير أيضاً، إذ انخفضت عائدات تصدير الطاقة
الشمسية الصينية بنسبة 5,6٪ العام الماضي على الرغم من زيادة الإنتاج.
نكتفي بهذه المعلومات، لنسأل: هل انعكس هذا الانخفاض في الأسعار في
البلد الذي نستورد منه معظم – إن لم نقل كل – تجهيزات الطاقة الشمسية، على
الأسعار في سورية؟ للأسف، نقول: لا لم ينخفض، بل إن أسعار مكونات إنتاج هذه
الطاقة التي أصبح حتى غير المقتدر مرغماً على تركيبها، ازدادت في وقت يجب
أن يكون انخفاضها تحصيل حاصل!
واقع الأسعار متوازياً مع تراجع التصدير في الصين كان بإمكاننا استثماره
لصالح التشجيع أكثر وأكثر على نشر هذه التقانة كونها أضحت الخيار الأوحد
للتخفيف ما أمكن مما نعانيه في قطاع الطاقة عامة والكهربائية خاصة، إلا
أننا لم نتلقف هذه المستجدات بما ينعكس إيجاباً على مختلف القطاعات، سواء
أكانت زراعية أم صناعية أو خدمية، ولعلّ أولها انخفاض التكاليف، وبالتالي
انخفاض أسعار منتجات تلك القطاعات، حيث تشكل الطاقة نسبة مهمّة في تكاليف
إنتاج سلعها وخدماتها!
المفارقة أنه، وبدل أن يسارع محتكرو استيراد مكونات الطاقة الشمسية إلى خفض أسعار مستورداتهم لزيادة مبيعاتهم، والمساهمة في حلّ مشكلة الطاقة عبر تمكين أكبر عدد من السوريين منها، نجد أن الأسعار تزداد، لتأتي الضميمة التي فرضتها الحكومة السابقة على ألواح الطاقة، وبنسبة 25 دولاراً لتفاقمها، وبذريعة حماية المنتج الوطني؟!
بصراحة.. لا نستغرب ما يحدث، فمحافظة دمشق تذكرت الأمر الآن، وبعد أن
امتلأت أسطح المنازل والمباني بألواح الطاقة الشمسية، وما نتج عن ذلك من
مشكلات وخلافات، و.. و.. قامت قبل حوالي أسبوعين فقط بإصدار قرارها الذي
تحدّد فيه اشتراطات تركيب منظومات الطاقة الشمسية!!
المشكلة تولّد مشكلة.. ويبدو أن هناك من لا يودّ حلّ أي مشكلة، لأن في كل مشكلة تكمن فرص وفرص دسمة!!
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=136&id=199800