بوتين يتجاوز الهزيمة في سوريا ويتوجه نحو هدف مفاجئ
15/01/2025
سيرياستيبس :
نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية مقالاً تناولت فيه تأثير سقوط نظام
الأسد في سوريا على السياسة الروسية، معتبرةً أن هذا الانهيار كان بمثابة
زلزال سياسي هزّ الكرملين وأحدث تغييرات جذرية في سياستها الخارجية. وأشارت
كاتبة المقال، هوشبيرغ ماروم، إلى أن هذا الحدث عكس فشل موسكو في حماية
أهم حليف لها في الشرق الأوسط، مما تسبب في خسارة استراتيجية كبيرة وأضر
بهيبة الرئيس فلاديمير بوتين بشكل شخصي.
وأوضحت الكاتبة أن فقدان القواعد العسكرية الروسية في سوريا، مثل قاعدة
حميميم الجوية وميناء طرطوس، أضعف من قدرة روسيا على التأثير في النزاعات
الإقليمية الأخرى مثل ليبيا والسودان ودول الساحل الأفريقي. وبيّنت أن
تقليص الوجود الروسي في سوريا أعاد تشكيل توازن القوى في المنطقة، حيث
تدخلت تركيا لسد الفراغ وتعزيز نفوذها في سوريا وخارجها.
وأضافت الكاتبة أن هذه التغييرات قد تؤثر على الوضع في أوكرانيا، حيث
قد يدفع ذلك بوتين إلى تصعيد العمليات العسكرية هناك لتعويض الخسائر
الإقليمية التي تكبدتها روسيا.
وتطرقت المقالة إلى الخطوات الدبلوماسية التي تتخذها موسكو لإعادة
ترتيب أوراقها في سوريا، مثل التفاوض مع المعارضة السورية وبعض الفصائل
المسلحة. وأشارت إلى أن روسيا تسعى للاعتراف بالحكومة المؤقتة في دمشق
ومحاولة إزالة بعض الجماعات، مثل “هيئة تحرير الشام”، من قوائم الإرهاب.
كما تحرص موسكو على الحفاظ على وجودها العسكري في سوريا، خصوصاً في قواعدها
بحميميم وطرطوس.
وتطرقت الكاتبة إلى الدور التركي المتزايد في سوريا، الذي شكل تحدياً
جديداً لروسيا، ما دفعها إلى تحسين علاقاتها مع أنقرة، بما في ذلك التعاون
العسكري وصفقات الدفاع الجوي مثل “إس-400″، بهدف تقليل اعتماد تركيا على
الولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بتعويض خسائرها في الشرق الأوسط، أشارت الكاتبة إلى أن
روسيا تسعى لتوسيع نفوذها في أفريقيا، وخاصة في ليبيا، حيث بدأت في نقل
أسلحة ومعدات عسكرية إلى مناطق مثل طبرق وبنغازي لتعزيز وجودها في شرق
المتوسط.
أما عن البدائل الاستراتيجية، فقد أشارت الكاتبة إلى أن القطب الشمالي
يمثل فرصة مهمة لروسيا لتعويض خسائرها في سوريا، حيث تخطط موسكو لتطوير
موانئ على طول الطريق البحري الشمالي ضمن مشروع “طريق الحرير القطبي”، الذي
يهدف إلى تحسين التجارة بين أوروبا وآسيا.
واختتمت الكاتبة المقال بتأكيد أن سقوط النظام السوري شكّل نقطة تحول
في السياسة الروسية، لكنه قد يوفر فرصة لبوتين لإعادة تشكيل استراتيجياته
وتحقيق مكاسب في مناطق أخرى، مما قد يعيد موسكو إلى موقع القوة على الساحة
الدولية.
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=110&id=200755