المؤامرة الكونية لم تمنع انتعاش شركات الرئيس ومشاريعه الباذخة
درغام : مع السقوط شهدت البلاد أكبر عملية سرقة أملاك عامة استغرقت عقوداً طويلة حتى تراكمت بالاعتماد على أموال السوريين.






أثبت السوريون أنهم أحرص على بلادهم ممن خذلهم
سيرياستيبس :
كتب الدكتور دريد درغام - الاستاذ الجامعي وحاكم مصرف سورية المركزي سابقا :

تسببت إجراءات السنوات الماضية بإغلاق الكثير من المصانع والورشات ومزيد من البطالة. وساءت جودة كل شيء بما فيه التعليم والصحة وأُهملت احتياجات الأرياف. وبغياب أية آفاق لديه، امتنع الرئيس عن مخاطبة الشعب مباشرة. وفي السنوات الأخيرة انعزل دون أي خطاب يشرح فيه للشعب أسباب التقهقر والعزلة أو خطته للمصالحة مع داخل وخارج سوريا. وبرر إخفاقاته السياسية المتتالية (برأيه) بالمؤامرة "الكونية" التي كما يبدو لم تمنع انتعاش شركاته ولم تمنع مشاريعه الباذخة (مثل ماروتا سيتا) وسط أحياء شعبية تئن تحت الفقر والعوز.
يفترض برجل الدولة استشعار الخطر قبل الإنسان العادي وقبول التضحية بمنصبه ومزاياه كرمى للشعب، لكنه امتنع عن أي مصالحة أو تسوية أو حل سياسي جدي. فأصبح السوريون على يقين بأنه لم يعد بالإمكان قبول الأسد أو عائلته أو أزلامه المنحدرين من كل الطوائف والمناطق.
عرف الرئيس قبل بداية تحرير حلب أنه لم يعد مقبولاً دولياً أو محلياً. بعد انسحابات متتالية مفاجئة للجميع من حلب وحماه وحمص، يبدو أنه في نهاية ليل 7/12/2024 طلب من رؤساء أجهزته الأمنية إصدار الأوامر لإلقاء السلاح ومغادرة المباني في جميع منشآت الجيش والشرطة والمؤسسات العامة والجامعات. ويبدو أن "جهات ما" أوعزت إلى جميع العصابات والجهات الراغبة بالسرقة في جميع المناطق والقرى (بعد أقل من نصف ساعة على إفراغ المباني) لتقوم بأكبر حملة سرقة أملاك عامة في "معظم" المدن. وليتذكر السوريون أن الحكومات استغرقت عقوداً طويلة حتى تراكمت هذه الأملاك بالاعتماد على أموال السوريين.
مع أن تلك الإجراءات كانت توحي برغبة خفية لإشعال حرب أهلية وعدم الانتقال السلمي للسلطة. أثبت السوريون عموماً أنهم أوعى خلال الأيام التي تلت 8/12/2024، فقد رحبت معظم المناطق -وخاصة المسماة بشكل خاطئ بيئة النظام- بدخول الإدارة الجديدة إليها. ورغم عدد الضحايا المقلقة لبعض التجاوزات المؤسفة التي كادت تنزلق بالبلاد نحو عواقب وخيمة بالأيام الأخيرة، لا بد من شكر من وعى حجم التحديات ورفض الانخراط بحرب أهلية سواء كان الرفض باليد أو باللسان أو بالقلب. بناء عليه سنحاول تحليل التحديات والمخاطر القادمة تمهيداً لمقترحات نأملها مفيدة.

للاطلاع على منشورات الدكتور دريد درغام الدخول الى الرابط التالي :
https://www.facebook.com/profile.php?id=100076396704997



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=200844

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc