يحضر وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني مؤتمراً دولياً حول سوريا في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الخميس، في وقت تسعى فيه القوى الإقليمية والغربية إلى حماية ذلك البلد خلال فترة انتقالية هشة وسط حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، بينما أعلنت بريطانيا الخميس إنها ستعدل نظام العقوبات المفروضة على سوريا بعد انهيار نظام آل الأسد في أواخر العام الماضي، لكنها ستضمن استمرار تجميد الأصول وحظر السفر المفروض على رموز الحكومة السابقة.وقال ستيفن داوتي، وزير أوروبا وأميركا الشمالية وأقاليم ما وراء البحار البريطاني "نقوم بهذه التغييرات لدعم الشعب السوري في إعادة بناء بلاده وتعزيز الأمن والاستقرار". وأضاف "لا تزال الحكومة عازمة على محاسبة بشار الأسد وشركائه على أفعالهم ضد الشعب السوري".
طبقة حماية
ووصل الشيباني على رأس وفد سوري إلى باريس في أول زيارة إلى دولة من دول الاتحاد الأوروبي منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وبعد أيام من دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون للرئيس السوري أحمد الشرع، الخاضع لعقوبات من الأمم المتحدة، إلى زيارة فرنسا.والتقى وزير الخارجية السوري بنظيره الفرنسي جان نويل بارو. وقال مسؤول فرنسي إن "اجتماع باريس يهدف إلى المساعدة في إنشاء طبقة حماية حول الأزمة السورية، لمنحهم الوقت لحلها من خلال منع الأشرار من زعزعة استقرار البلاد".وسيشارك في المؤتمر وزراء من دول المنطقة مثل السعودية وتركيا ولبنان، إلى جانب قوى غربية، لكن الولايات المتحدة سيمثلها حضور دبلوماسي على مستوى أقل.وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن الاجتماع يهدف إلى تنسيق الجهود لتحقيق انتقال سلمي يضمن سيادة البلاد وأمنها، وحشد جهود جيران سوريا وشركائها الرئيسين لتنسيق المساعدات والدعم الاقتصادي، كما سيبحث المؤتمر العدالة الانتقالية والتصدي للإفلات من العقاب.
لا يهدف إلى جمع الأموال
ولا يهدف المؤتمر إلى جمع الأموال، إذ سيتولى هذه المهمة مؤتمر المانحين السنوي الذي سيعقد في بروكسل في مارس (آذار)، لكن ستناقش قضايا مثل رفع العقوبات.وقال دبلوماسيان إن الاتحاد الأوروبي تحرك صوب رفع بعض العقوبات، على رغم أن ذلك يواجه عراقيل مع معارضة من قبرص واليونان وسط مخاوف في شأن محادثات ترسيم الحدود البحرية بين سوريا وتركيا والمطالبة بضمانات لإمكان إعادة فرض العقوبات سريعاً، وأضافا أنهما يأملان في التوصل إلى حل وسط هذا الشهر.
تقييم الوضع الإنساني
وقبيل الاجتماع سيتطرق المانحون الدوليون الرئيسون أيضاً إلى تقييم الوضع الإنساني وخصوصاً في شمال شرقي سوريا، إذ كان لخفض المساعدات الأميركية تأثير "رهيب"، وفقاً لمسؤول أوروبي.وذكر مسؤولون أن المحادثات ستشمل أيضاً مسألة القوات الكردية السورية المدعومة من الغرب والحكومة المركزية وتركيا، التي تصنف بعض تلك القوات جماعات إرهابية.وقال مصدر دبلوماسي تركي إن نائب وزير الخارجية نوح يلماز الذي سيحضر الاجتماع "سيلفت الانتباه إلى التهديدات التي تواجهها سوريا، وخصوصاً المنظمة الإرهابية الانفصالية، وسيؤكد تصميم بلادنا على تطهير البلاد بصورة كاملة من العناصر الإرهابية".
اندبندنت العربية
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=110&id=201015