أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان توقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، فيما وعد الرئيس دونالد ترمب بجعل علاقتيهما أقوى، وأنه "لن يتردد في استخدام القوة العسكرية للدفاع عن السعودية"، وذلك خلال كلمتيهما في منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي في الرياض.

وقال الأمير محمد بن سلمان إن الاتفاقات الموقعة مع الولايات المتحدة ستدعم فرص العمل وتوطين الصناعات في السعودية، مشيراً إلى أن الشركات الأميركية تمثل ما يقارب ربع حجم الاستثمار الأجنبي في السعودية، ومضيفاً أن "ما وقعناه اليوم مع الرئيس ترمب هو جزء من طموح أكبر".

بدوره تعهد الرئيس ترمب بجعل العلاقات الأميركية - السعودية أقوى، واصفاً زيارته الرياض بأنها تاريخية، وتابع "نحتفل بمرور 80 عاماً من العلاقات الوثيقة مع السعودية، ونتخذ خطوات لتقويتها".

وأثنى الرئيس الأميركي على ولي العهد السعودي قائلاً إن "هناك تحولاً كبيراً ورائع في المنطقة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان، والأمير محمد بن سلمان رجل عظيم لا مثيل له، ويعمل بجد ولا أعتقد أنه ينام الليل".

وذكر في حديثه أن "اتفاقات بمليارات الدولارات وقعناها اليوم مع السعودية، والرياض ستصبح مركز أعمال للعالم بأسره"، موجهاً حديثه إلى السعوديين "أنتم من أكثر الأمم ازدهاراً في العالم وشبه الجزيرة العربية مكان جميل، فمن الرائع أن تستضيف السعودية كأس العالم والبطولات الأخرى"، متابعاً أن "إيرادات القطاعات غير النفطية في السعودية تجاوزت القطاع النفطي، وهذه المنطقة تطورت بفضل أبنائها، كما أن السعودية حافظت على تقاليدها وعاداتها مع تطلعها للمستقبل، وما يحدث في هذه المنطقة معجزة حديثة على الطريقة العربية، والأمير محمد بن سلمان أعظم من مثّل شعبه، وهناك روائع وجواهر في الرياض وأبوظبي من صنع قادتها".

وعدد ترمب إنجازاته المتتالية قائلاً "نضيف تريليون دولار من الاستثمارات لأميركا بزيارتي للسعودية، وحققنا كثيراً خلال الأشهر الماضية، فالصين وافقت على خفض الرسوم الجمركية وسنعمل على المزيد، وقلصنا حجم البيروقراطية في الولايات المتحدة، وكل الدول تأتي إلى البيت الأبيض لإبرام اتفاقات".

وانتقد إدارة سلفه الرئيس جو بايدن بقوله إن "إدارة بايدن زعزعت استقرار المنطقة، وسحب الإدارة السابقة تصنيف الحوثي من الجماعات الإرهابية كان خطوة خاطئة".

وعن الأوضاع في الشرق الأوسط أكد الرئيس الأميركي أن من يسمون أنفسهم بناة الأمم دمروا الدول أكثر مما صنعوا، فـ "حزب الله" جلب البؤس إلى لبنان، وعلى إيران بناء دولتها بدلاً من دعم الميليشيات، لكنني مستعد لإنهاء صراعات الماضي وإقامة شراكات جديدة، مضيفاً "إذا رفضت إيران غصن الزيتون فسنواصل المواجهة عبر العقوبات، ولن تحوز طهران سلاحاً نووياً أبداً، وأريد عقد صفقة معها ليصبح العالم أكثر أمناً".

حزمة أسلحة للسعودية

وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وافقت اليوم على بيع حزمة أسلحة للسعودية بقيمة تقارب 142 مليار دولار، واصفاً الصفقة بأنها "أكبر اتفاق للتعاون الدفاعي" تبرمه واشنطن في تاريخها، مشيراً إلى أن الاتفاق أُبرم خلال زيارة الرئيس دونالد ترمب للرياض، ويشمل صفقات مع أكثر من 12 شركة دفاع أميركية في مجالات تشمل الدفاع الجوي والصاروخي وتعزيز قدرات القوات الجوية وتطوير مجال الفضاء والأمن البحري والاتصالات. 

وجاء في البيان أن "الحزمة التي وُقعت اليوم وهي الأكبر في تاريخ التعاون الدفاعي الأميركي، وتمثل دليلاً واضحاً على التزامنا بتعزيز شراكتنا".

ملفات دولية وإقليمية

من ناحية أخرى أعلن ترمب خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي رفع العقوبات عن سوريا بعد مناقشة الأمر مع ولي العهد السعودي وبطلب منه، مضيفاً "نأمل أن تنجح الإدارة الجديدة في جلب الاستقرار لبلدها، وقد قمنا بالخطوة الأولى لتطبيع العلاقات مع سوريا ولنمنحهم فرصة جديدة "، مشيراً إلى أن أهل غزة يستحقون المستقبل الأفضل، فالإرهاب في القطاع ولبنان أنهى حياة كثيرين، مضيفاً "أسمع أن الإدارة الجديدة في بيروت محترفة وتريد الأفضل".

 وحول الملف الأوكراني شكر ترمب السعودية على الدور البناء في تيسير محادثات أوكرانيا، مؤكداً أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما كان ليدخل أوكرانيا لو كنت موجوداً"، وقال "أفضل السلام دائماً ولا بد من أن يتوقف القتل، ونؤمن بالسلام من طريق القوة، وقد ساعدنا في وقف العنف بين الهند وباكستان".