ما تفاصيل الاتفاقيات الجديدة بين سوريا وشركات سعودية وتركية في قطاع الكهرباء؟
06/10/2025




سيرياستيبس :

شهد قطاع الكهرباء في سوريا أواخر الأسبوع الماضي توقيع سلسلة اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة مع شركات (STE السورية – التركية، والحرفي وسكلكو السعوديتين)، تستهدف تنفيذ مشاريع واسعة في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح خلال العامين المقبلين، وذلك في إطار التحوّل الاستراتيجي الذي تنتهجه الحكومة الجديدة لتعزيز أمن الطاقة وتنويع مصادرها وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وتُعدّ هذه الخطوة من أبرز التحركات الحكومية في مسار الطاقة المتجددة، والتي تعكس توجهاً واضحاً نحو استثمار الموارد الطبيعية المتاحة وتوظيف التقنيات الحديثة، والذي سيسهم بشكل مباشر في تلبية جزء كبير من الطلب المتزايد على الكهرباء وتحسين استقرار الشبكة المحلية المتضررة.

مشاريع بإنتاجية تصل إلى نحو 600 ميغاواط
وعن تفاصيل هذه الاتفاقيات، أفاد مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، خالد أبو دي، في تصريح خاص لـ لموقع تلفزيون سوريا، أن المؤسسة العامة للكهرباء وقّعت عدداً من مذكرات التفاهم والاتفاقيات مع شركات محلية وأجنبية متخصصة في قطاع الطاقة المتجددة، تتضمن تنفيذ مشاريع استراتيجية للطاقة الشمسية والريحية.

وأوضح أن المشاريع التي تم التوقيع عليها ستكون بإنتاجية إجمالية تصل إلى نحو 600 ميغاواط، ما يشكّل خطوة مهمة نحو تعزيز منظومة الكهرباء الوطنية وتوسيع مصادر إنتاجها.

ولفت إلى أن هذه الاتفاقيات الجديدة ستسهم في دعم البنية التحتية الكهربائية في المحافظات الصناعية والزراعية، وتوفير تغذية أكثر استقراراً للمناطق التي تعاني ضعفاً في الإمداد، فضلاً عن خلق فرص استثمارية وتشغيلية جديدة تعزز من حضور القطاع الخاص في سوق الطاقة.


ثلاث محطات للطاقة الشمسية
وأوضح أبو دي "أن هذه المشاريع تشمل إنشاء ثلاث محطات للطاقة الشمسية بقدرة إجمالية تبلغ 500 ميغاواط، سيجري تنفيذها خلال 18 شهراً من تاريخ الإغلاق المالي، إلى جانب محطة طاقة ريحية بقدرة 200 ميغاواط، من المقرر إنجازها خلال 24 شهراً من تاريخ الإغلاق المالي.

وأوضح أن هذه المشاريع ستُربط جميعها بالشبكة الكهربائية الرئيسية على جهد 230 ك.ف لضمان استقرار التغذية وتوسيع نطاق الاستفادة منها.

عام ونصف للتنفيذ
وأشار في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إلى أن المشاريع التي تنفذها شركات سعودية وسورية-تركية ذات خبرة في مجال الطاقة المتجددة، وستُنجز خلال فترات زمنية تتراوح بين عام ونصف وعامين تبعاً لطبيعة كل مشروع، مؤكداً أنها ستسهم بشكل مباشر في رفع القدرة الإنتاجية وتغطية جزء كبير من الطلب المتزايد على الكهرباء في مختلف المحافظات.

وشدّد أبو دي على أن وزارة الطاقة تعمل بالتوازي مع هذه الخطط على تأمين كميات الفيول والغاز اللازمة لمحطات التوليد التقليدية، بما يضمن استمرار إنتاج الكهرباء وتحسين استقراره، بالتزامن مع زيادة الاعتماد على مشاريع الطاقة المتجددة خلال السنوات المقبلة لتكون رافداً أساسياً للشبكة الوطنية.

محطة شمسية في حمص بقدرة 100 ميغاواط

بدوره، قال ممثل شركة "STE" السورية-التركية، يحيى تلجبيني، في تصريح خاص لموقع تلفزيون سوريا، إن المشروع الذي ستنفّذه شركته في محافظة حمص يأتي ضمن خطة متكاملة لتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة وتخفيف الضغط عن الشبكة التقليدية.

وأشار إلى أن المحطة الشمسية التي ستقام بقدرة 100 ميغاواط ستغذي الشبكة الكهربائية في حمص والمناطق الصناعية والزراعية المجاورة بشكل مباشر.

وأوضح تلجبيني أن المشروع يتضمن إنشاء حقول واسعة من الألواح الكهروضوئية باستخدام أحدث التقنيات المتوافقة مع الظروف المناخية في المنطقة، وربطها بمحطات تحويل جديدة لضمان استقرار التغذية الكهربائية وزيادة الكفاءة التشغيلية. 

وأضاف أن الشركة ستعتمد على كوادر وخبرات محلية بالتعاون مع مهندسين مختصين من الجانب التركي، ما سيوفر فرص عمل جديدة ويسهم في نقل المعرفة التقنية إلى السوق المحلية.

وتوقع تلجبيني أن يبدأ العمل في المشروع خلال الأشهر القليلة المقبلة بعد استكمال التصاميم الفنية وإجراءات التراخيص، مؤكداً أن الإنجاز سيتم خلال فترة لا تتجاوز 18 شهراً، لتكون المحطة واحدة من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في البلاد.



محطتين للطاقة خلال 24 شهراً
وفي السياق، أفاد ممثل شركة "الحرفي" للمقاولات في السعودية، إبراهيم الأمين، أن الشركة وقّعت مذكرة تفاهم مع المؤسسة العامة للكهرباء لتنفيذ مشروع متكامل للطاقة الشمسية والرياحية بقدرة إنتاجية تصل إلى 200 ميغاواط.

وأوضح أن المشروع يتضمن إنشاء محطتين للطاقة الشمسية خلال 24 شهراً، إلى جانب محطة لطاقة الرياح، بهدف ربطها بالشبكة الكهربائية الرئيسية وتغذية العاصمة دمشق ومحيطها.

في حين أشار المدير العام لشركة "سكلكو" السعودية، محمود المغربي، في تصريحات نقلتها وكالة "سانا" إلى أن شركته وقّعت مذكرة تفاهم ثانية مع المؤسسة العامة للكهرباء تتعلق بتنفيذ مشروع لإنتاج 100 ميجاواط من الكهرباء في منطقة دير علي بريف دمشق. 

ولفت إلى أن المشروع سيُنفذ على مراحل متتالية، على أن يكتمل العمل به بشكل كامل مع نهاية عام 2026، بما يعزز استقرار المنظومة الكهربائية ويوفر مصادر طاقة مستدامة تدعم خطة التحول نحو الطاقة النظيفة.

اتفاقية رئيسية وست مذكرات
وتأتي هذه الاتفاقيات بعد أن كانت وزارة الطاقة السعودية قد وقّعت في 28 آب الماضي، اتفاقية رئيسية وست مذكرات تفاهم مع وزارة الطاقة السورية، في إطار تعزيز التعاون الثنائي بمجال الطاقة خلال معرض دمشق الدولي، حيث وقعت حينذلك شركة "أكوا باور" السعودية اتفاقية لإجراء الدراسات اللازمة لتطوير مشاريع محطات الطاقة الشمسية.

وبحسب الاتفاقية المذكورة فإن الشركة ستزود الشبكة السورية بطاقة تصل إلى 1000 ميغاواط، إضافة إلى تطوير محطات طاقة الرياح بطاقة 1500 ميغاواط، إلى جانب تنفيذ أنظمة لتخزين الطاقة. 

كما تشمل الاتفاقية تقييم المحطات القائمة وإعادة تأهيلها أو تطويرها، بالإضافة إلى إجراء دراسة فنية لتقييم الشبكة الكهربائية وتحديد مزيج الطاقة الأمثل لتوليد الكهرباء في سوريا.

وشملت مذكرات التفاهم الست مجالات الاستكشاف وتطوير حقول الغاز، وحفر الآبار، ومعالجة الغاز الطبيعي وتحويله إلى طاقة، فضلاً عن الدراسات الجيولوجية والمسوح الجيوفيزيائية وجمع وتحليل البيانات الزلزالية.

وركزت الاتفاقيات أيضاً على نقل الخبرات والتقنيات وبناء القدرات الوطنية في قطاع الطاقة، وتعزيز فرص الاستثمار في مجالات البترول والغاز.

وتأتي هذه الاتفاقيات في سياق نمو التعاون بين البلدين، الذي شهد مؤخراً توقيع مذكرة تفاهم شاملة تشمل مجالات البترول والغاز والبتروكيميائيات والكهرباء والطاقة المتجددة، كما انعقد الشهر الماضي المنتدى الاستثماري السعودي السوري في دمشق، بمشاركة أكثر من 100 شركة سعودية و20 جهة حكومية، وأسفر عن توقيع 47 مشروعاً استثمارياً بقيمة تفوق 24 مليار ريال في قطاعات متعددة منها الطاقة، والصناعة، العقارات والبنية التحتية.


تلفزيون سوريا 



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=136&id=203167

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc