الواقع و حقائقه .. متاهات للاحباط بلا حدود ..
سورية بين الأمل ، و الغياب عن المشاريع ، هل من محاولة للبناء في الواقع ..؟
سيرياستيبس
كتب الاعلامي أسعد عبود :
لعله من الواضح ، أو هكذا أراه على الأقل ، أننا في سورية لم نشغل بعد ورشة
العمل الموعودة للانطلاق في الاستثمار الاقتصادي و التنمية . أحيانا ً
يطالعنا مسؤول اقتصادي مهم كوزير الاقتصاد مثلا بحديث لعله يخلق بعض الأمل
.. و تكتشف معه أن لعله ثمة ما يجري ولا يرى ..
فإن كان هذا الانطباع صحيحاً
بنسبة مقبولة ، نكون أمام مسيرة صحيحة لكنها لا ترى .. !! و نحن نُقدر أنها
يجب أن ترى فكل مسيرة تنموية ينفعها كثيراً متابعة الناس لها ..
في الوقت
ذاته تحظى مسيرات التنمية و الاستثمار الصامتة بظروف جيدة للنجاح .. في
حالنا أنا أفضل ان تكون مسيرة التنمية و الاستثمار ناطقة و بوضوح و علنية
.. ولا سيما بعد همروجة المشاريع المزعومة التي أعلن عنها و اخذت الطابع
الخلبي كماوصفتها يوما .. أبراج و فنادق و طرق و مطارات بينها واحد تبلغ
طاقته الاستيعابية كما أُعلن عنها ٣٠ مليون مسافر .. !!!
المهم بين هذا
التقول الذي يبدو كأنه غير مسؤول .. و بين الواقع و حقائقه ثمة متاهات
للاحباط بلا حدود .. الى درجة أن المتابع يفقد أي امكانية عن الربط بين هذه
المشاريع و بين سوريا كأنها مشاريع صممت للفضاء الخارجي أو للحديث عنها و
فقط .. فقلما يطالعك فيها مشروع واحد يرتبط بواقع سوري قائم أو بإمكانية
متاحة .. سأقدم بهذا الخصوص تصفح سريع للإمكانات الاقتصادية السورية
المتاحة أعده و أرسله لنا الباحث الصديق عبد الرحمن قرنفلة .. كتب يقول :
سورية من أغنى الدول العربية ان نجحت في وضع امكاناتها في الشروط والظروف
المنتجة فهي تملك :
أولا - رأس المال البشري، هو أهم عوامل القوة وأكثرها فاعلية وإنتاجية
ودفعاً للتطوير، وسورية التي تمتلك تراكم خبرات، إن بالصناعة أو التجارة أو
الأعمال الحرفية، يعزز منتجوها وشبابها، قوتها ..
ثانيا - ثرواتها الطبيعية، في مقدمتها الفوسفات ، فسورية وبناء على حجمها
وعدد سكانها، تعتبر من الدول الأولى المنتجة للفوسفات حول العالم، إذ يقدر
حجم احتياطي البلاد من الفوسفات بنحو ملياري طن تقريباً. تنتج سنوياً 2.5
مليون طن، بينما تصدر مليوني طن، ويُستهلك الباقي داخل البلاد.
ثالثا - الغاز السوري الذي لم يزل حتى اليوم، من كلمات سر ثروات سورية، إن
لحجم إنتاجه أو احتياطياته أو حتى للمؤمل اكتشافه بالبر والبحر،
فالاحتياطيات المؤكدة من الغاز الطبيعي في سورية نحو 9 تريليونات قدم
مكعبة، في نهاية عام 2010 تمثل 0.1% من إجمالي الاحتياطيات العالمية. وهذا
طبعاً المكتشف أو المعلن، إذ ثمة ملامح لكنوز غاز بالبحر المتوسط، أشارت
لها جهات دولية عدة، منها ما جاء من توقعات عن الهيئة الجيولوجية الأميركية
بوجود احتياطيات طبيعية أخرى في البحر، لم تُكتشف تقدر بنحو 700 مليار متر
مكعب. وأيضا البترول ..
وقبل ذلك كله يتابع الاستاذ عبد الرحمن ، هناك
الموقع الجغرافي، إذ يشكل عقدة ربط مهمة لطرق التجارة الدولية بين الشرق
والغرب، ونقطة عبور مشروعات محتملة للنفط والغاز من الجنوب إلى أوروبا،
مروراً بتركيا، .فإن استثمرت سورية موقعها الجغرافي والترانزيت وخدماته،
ستحقق قفزات لا يدركها العقل حاليا .. ثم في سورية من تنوع وتعاقب حضارات
ولقى وأوابد، ما يجعلها محط أنظار وموقع استقطاب للسياح حول العالم، فعدد
زوار البلاد بلغ في عام 2010 نحو 8.5 ملايين سائح، وبلغت عائدات القطاع في
العام نفسه نحو 8.4 مليارات دولار، ما يشكل نسبة 14% من الاقتصاد ..
ويكمل الصديق عبدر الرحمن تصفحه للواقع المتاح بحدوده الأولية .. و مع
التحقق نرى أن المشاريع التي جرى الحديث عنها لم تمر على ذلك كله تقريباً ..
As.abboud@gmail.com
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=203408