جيل "اللا بوبو" و"الستانلي".. تريندات المراهقين تغزو المدارس السورية
30/10/2025
سيرياستيبس
في ساحات المدارس السورية، وداخل الصفوف أو حتى على حقائب الطالبات، باتت دمية "اللا بوبو" وزجاجة الماء "الستانلي" من أكثر الأشياء حضوراً في أحاديث المراهقين ومقتنياتهم الشخصية.
ظاهرياً، قد تبدو هذه الدمى والزجاجات مجرّد "صرعة جديدة" عابرة، لكنها تكشف في العمق عن ظاهرة اجتماعية تعكس حاجة جيلٍ ناشئ إلى الانتماء والتعبير عن الذات في عالمٍ رقمي سريع التبدّل.
"اشتريتها لأن الجميع اشتراها".. الترند يصنع الذوق
تتحدث زينة، وهي طالبة في الخامسة عشرة من عمرها، عن علاقتها مع دمية "اللا بوبو" المعلّقة على حقيبتها المدرسية، فتقول لموقع تلفزيون سوريا: "في البداية لم يعجبني شكلها أبداً، لكن عندما رأيت صديقاتي كلهن يحملنها أحببتها فجأة. أنا بطبيعتي أحب الألعاب، فقلت لنفسي: لماذا لا أجرب؟ ومع الوقت صرت أراها لطيفة."
تعبّر كلمات زينة عن أحد أبرز أسباب انتشار هذه الظاهرة، بحسب ما شرحته لها المرشدة النفسية في المدرسة حيث قالت لها أن هذا هو تأثير الجماعة على سلوك المراهقين، حيث تتحول الموضة المنتشرة إلى شكل من أشكال القبول الاجتماعي، وأحياناً إلى معيار ضمني للانتماء.
أما سارة، وهي طالبة أخرى تمتلك زجاجة "ستانلي"، فترى أن الموضوع لا يقتصر على المظاهر فقط، بل يجمع بين الوظيفة والرمز، فتقول فتقول بثقة:
"هي ليست مجرد موضة، هي مفيدة فعلاً. تحافظ على برودة الماء، وأنا أستخدمها كل يوم في حياتي. لكنها أيضاً ترند، والكل يتحدث عنه، فشعرت أنها ضرورية".
وفي المقابل، تعبّر طالبة ثالثة عن تعلقها العاطفي بالزجاجة بقولها: "الستانلي رائعة جداً وأحبها كثيراً، شكلها جميل وتساعدني على شرب الماء أكثر، لكن مشكلتها الوحيدة أنها ثقيلة جداً".
الأمهات بين القبول والرفض
في الطرف الآخر من المعادلة، تبدو الأمهات منقسمات بين التفهم والرفض.
تقول أمّ زينة لموقع تلفزيون سوريا، وهي أمّ لطفلتين، إنها لا ترى ضرراً في متابعة أبنائها للموضات الجديدة طالما لا تتجاوز حدود المعقول: "هؤلاء أطفال، يحبّون ما هو دارج وجديد. لا أجد سبباً يجعلني أرفض أو أعارض. بالعكس، إذا منعتهم سيشعرون أن الشيء ممنوع فيزداد تمسكهم به. أفضّل أن أشتري لهم ما يرغبون به ضمن حدود المعقول، كي لا يشعروا بالنقص عن أقرانهم".
في المقابل، تعبر إحدى الأمهات عن رأيها المعاكس تماماً لهذا التوجه، معتبرة أن الظاهرة "فارغة المضمون" فتقول لموقع تلفزيون سوريا: "أنا أرفض تماماً شراء مثل هذه الأشياء. شكل دمية اللا بوبو مزعج وغير مريح، وسعرها مرتفع جداً بلا سبب. أما زجاجة الستانلي، فثمنها مبالغ فيه، وهناك عشرات القناني العادية تؤدي نفس الغرض. لا أرى ضرورة لمجاراة كل موضة تظهر على الإنترنت".
أما طالبة أخرى تملك "لا بوبو"، فتحكي قصتها مع اللعبة بصدق: "جاءتني هدية من صديقتي. بصراحة، أحب شكلها كثيراً وأراها لطيفة جداً، لكن سعرها مرتفع للغاية. لو كانت أرخص قليلاً لكنت اشتريت واحدة أخرى. علّقتها على حقيبتي لأنها ترند ومميّزة".
المدرسة تتدخل.. "لا للفزلكات"
الجدل لم يقتصر على الطلاب والأهالي فقط، بل وصل أيضاً إلى إدارات المدارس التي حاولت ضبط هذه الظاهرة بطريقتها.
تقول المعلّمة رحاب، وهي تعمل في مدرسة بدمشق: "في مدرستنا، ممنوع إدخال دمية اللا بوبو أو زجاجة الستانلي. وإذا ضُبطت مع أي طالبة، تتم مصادرتها وتسليمها إلى مديرية التربية. برأيي، لا داعي أبداً لهذه الفزلكات، فهي لا تقدم فائدة حقيقية، بل تزيد التكاليف وتخلق فروقاً بين الطالبات. بعض البنات يشعرن بالحرج لأنهن لا يمتلكن مثلها، وهذا غير صحي في بيئة المدرسة".
سواء اعتُبرت هذه الظاهرة موضة فارغة أو مؤشراً على تحوّل اجتماعي أوسع، تبقى "اللا بوبو" و"الستانلي" جزءاً من مشهد يومي في حياة المراهقين بشكل عام والمراهقين السوريين بشكل خاص.
فما بين رغبة الأهل في الترشيد وحرص الإدارات على الانضباط، يواصل هذا الجيل البحث عن رموزه الخاصة، عن طريق ترندٍ جديد كل أسبوع.
تلفزيون سوريا
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=200&id=203456