الآثار المتوارية لرفع الفاتورة الكهربائية ...
إن لم يتمكن المشترك من الدفع ، هل تقطعون عنه الكهرباء ؟!
سيرياستيبس
كتب الاعلامي أسعد عبود:
قد يبدو هذا السؤال عندما يُطرح على مسؤول كهربائي "سؤال ساذج " .. بالنسبة له ذاك هو
الاجراء الآلي المعروف .. و تتبعه عقوبات اخرى .. و بالتالي و أمام الفقر
الحقيقي الذي يواجهه الناس سنكون أمام حالة ظلام و تراجع حضاري غير قليل ..
بلدنا .. سورية الحضارة التي سبقت معظم جيرانها بتوفير الكهرباء بإسلوب
اقتصادي حضاري مشهود له تعود بعد قرابة مئة عام بلا كهرباء .. إذ نتوقع أن
تقف نسبة غالبة من الناس في حالة عجز عن دفع الفاتورة .. وبكل الأحوال هو
سؤال يسأل .. و الإجابة عليه ستكون واحد من الأثار المواربة الممكنة
للتحليق باأسعار الكهرباء الى هذه الاسعار الخرافية ..
لذلك احسبوها جيداً . و تذكروا أيضا الآثار المواربة التالية :
1 - إن إرهاق المواطن المغلوب على أمره بفاتورة كهرباة مفرطة بالغلاء و
تفوق مراراً امكاناته و طاقته سيدفعه تلقائيا حتى ولو بحسن نية إلى
المقارنة .. و المقارنة ليست بصالحنا اليوم ، لا مع الجيران ولا مع الذي
كان .. و هكذا يمكن أن ندفع سياسيا ما سعت لتحصيله الإدارة الكهربائية
مالياً .. الإجحاف بحق الناس فيه خسارة سياسية مؤكدة .
2- المبالغة في تقرير الاسعار لرفع معدلات الجباية ، ليست مفيدة دائما ..
سواء في فواتير عقود الاذعان " الكهرباء " او في غرامة المخالفات .. يفتح
ذلك الأبواب هنا وهناك للفساد و للرشوة و الهروب و التهرب .. هذه المبالغ
الكبيرة في هذه الجبايات تجعل المنكوب بها يبحث عن الخلاص بأي شكل و طالما أنّ القيمة كبيرة فهي تصلح للتقاسم بين المرتكب و المشارك .. و كله ممكن ..
يعني إذا الفاتورة منطقية و ممكنة و كذا قيمة المخالفات المرورية و غيرها
.. لا تصلح للتقاسم و التورط .. أما اذا بلغت في سطوتها مستوى إعلان العجز
.. فكل شيء جائز .. و كل شيء ممكن .. ؟؟!!
3 - غالبا لن يقف المواطن بائساً يائساً يعن في الظلام ولا أحد يسمعه .. هو
سيبحث عن حل حتى لو وصل التفكير الى مستوى سرقة الكهرباء - لا سمح الله -
مع الأيام نكون فتحنا بابا لتداول الكهرباء المسروقة .. و سيكون لها أبطال و
فنيون .. طبعا تنفع هنا العقوبات الجزائية . لكن ليس الى درجة القضاء على
الظاهرة .. ففقدان الكهرباء صعب و قد ذقنا الأمرين ..
4 - فيما اذا انتشرت سرقات الكهرباء من خطوط التوتر .. أو بأي طريقة - لا
سمح الله - نحن نعرض الأمن الحياتي والامن الصناعي و كل انواع الأمن للخطر
!! بما قد يحملنا مخاطرا تفوق ما استلبناه من جيوب المواطنين من رفع أسعار
الكهرباء ..
الآن .. وإذ اتوجه بالشكر للدولة و الادار ة الكهربائية الطاقوية على وفرة
الكهرباء الجيدة هذه الايام .. نستخدمها و نحن نرتعش من احتمالات ما ستكون
عليه الفاتورة .. نقترح أن نتشارك مع الإدارة الكهربائية في مشروع وطني
لحماية و صيانة الشبكة و محطات التوليد و مراكز التحويل و الأعمدة و
الأسلاك و العدادات أيضا .. هذا قبل تطبيق أي تسعيرة جديدة و بمقتضى تهيئة
الشبكة كاملة للعمل الدقيق الحريص على المنتوج الجيد و توزيعه بعدالة ..
سيكون مردود الجباية أفضل بكثير ..
و الأفضل من كل ذلك هو العدالة و حماية الناس و المواطن و إشعاره بالامان و
رعاية حقوقه فهو بجد مواطن غلبان .. و ليس أهلا للطمع بفلوسه من قبل
المستثمرين و اصحاب رؤوس المال .. الافضل دائما العدل .. !! حتى السم بالعدل .. هو الدواء ..
همسة : الناس ما زاات تنتظر تدخلا محددا نُشداناً للعدل
..
As.abboud@gmail.com
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=203620