عشاء البيض الابيض ولمسات ميلانيا ؟
20/11/2025





سيرياستيبس 

بعد مراسم الاستقبال الرسمية وإطلاق الطلقات المدفعية احتفاءً بزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لواشنطن، والاجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المكتب البيضاوي، انتقل برنامج الزيارة مساء الثلاثاء إلى "عشاء الدولة" الذي يقيمه البيت الأبيض بوصفه أعلى درجات التكريم البروتوكولي المخصصة لقادة الدول.

ويعد هذا العشاء ذروة مظاهر الضيافة التي يقدمها البيت الأبيض لضيوفه من قادة العالم، فهو مناسبة تجمع بين السياسة والرمزية الثقافية في آن واحد، ويعرف بأنه من أرقى وأفخم محافل الضيافة الرئاسية، ويمنح الرئيس والسيدة الأولى فرصة الاحتفاء بالضيف وتعميق العلاقات الثنائية.

من حضر حفل العشاء؟
استقبل الرئيس الأميركي ترمب، وبجانبه زوجته السيدة الأولى ميلانيا ترمب التي ارتدت فستاناً أخضر لافتاً، ضيفه ولي العهد السعودي، في عشاء رسمي جمع بين السياسة والاقتصاد والرياضة والتكنولوجيا، وعكس حجم الرهانات المشتركة بين البلدين.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن الحفل شهد حضور كبار قادة القطاعات العالمية، يتقدمهم أغنى رجل في العالم إيلون ماسك، ورئيس "فيفا" جياني إنفانتينو، والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ورفيقته جورجينا رودريغيز، إلى جانب أقطاب التكنولوجيا والطاقة والاستثمار مثل تيم كوك (أبل)، وجينسن هوانغ (إنفيديا)، ومايكل ديل (ديل تكنولوجيز)، وتشاك روبينز (سيسكو).

وشملت القائمة أيضاً رؤساء شركات النفط والسيارات الأميركية الكبرى، منهم مايك ويرث (شيفرون)، وماري بارا (جنرال موتورز)، ووليام فورد جونيور (فورد)، إضافة إلى ديفيد إليسون (باراماونت)، وستيفن شوارزمان (بلاكستون)، وبريندن بيكتل (بيكتل)، وجين فريزر (سيتي غروب).

كذلك حضر كبار المسؤولين السعوديين، يتقدمهم وزراء الخارجية والطاقة والثقافة والاستثمار والمالية والتجارة والإعلام والاتصالات، إلى جانب قيادات بارزة من صندوق الاستثمارات العامة وأعضاء السلك الدبلوماسي السعودي في واشنطن.

ولم يخل الحفل من حضور سياسي أميركي لافت، إذ شارك أعضاء من الكونغرس وكبار مسؤولي الإدارة وقادة الأجهزة الاقتصادية والأمنية، إضافة إلى أفراد من عائلة الرئيس ترمب، يتقدمهم الابن الأكبر دونالد ترمب جونيور.

عشاء الدولة
تقول جمعية البيت الأبيض التاريخية إن "عشاء الدولة" يحمل رمزية "تبادل الخبز" بوصفه إشارة إلى حسن النية وتعزيز العلاقات، وهي دلالة تقارب التعبير العربي "بيننا عيش وملح" الذي يستخدم للتأكيد على الثقة والرابطة المتينة بين الأطراف، وهي قيمة تقدرها المجتمعات العربية بوصفها رمزاً للتقارب والوفاء، تماماً كما هي ولائم البيت الأبيض رمزاً للتكريم وتأكيد الشراكات بين القادة.

ويعود تقليد المناسبة الفاخرة إلى بدايات القرن الـ19، حين كانت الولائم الرسمية تقام لتكريم أعضاء الحكومة والكونغرس في مدينة واشنطن الصغيرة آنذاك، ثم تطور المصطلح ليشير إلى العشاء الذي يقيمه الرئيس الأميركي تكريماً لرئيس دولة زائر.

وكان الملك كالاكوا، ملك هاواي، أول حاكم يحضر "عشاء دولة" في البيت الأبيض، وذلك في 22 ديسمبر 1874، عندما استضافه الرئيس يوليسيس غرانت والسيدة الأولى جوليا غرانت، في محطة شكلت أحد أهم أحداث الضيافة الرئاسية الأميركية، وفق جمعية "البيت الأبيض التاريخية".

الدعوة المرغوبة
وراء المشهد الاحتفالي الباذخ، تستمر في الخلفية ديناميكية العمل الحكومي من جمع المعلومات، وتبادل الآراء، وبناء العلاقات، والحفاظ على الصورة الدبلوماسية، ولهذا السبب تحديداً، تعد دعوات البيت الأبيض من أكثر الدعوات نفوذاً ورغبةً في الولايات المتحدة.

وتراجع قائمة المدعوين بدقة من قبل الرئيس والسيدة الأولى، ولخصت الصحافية سالي كوين هذه العملية في صحيفة "واشنطن بوست" عام 1975 بقولها "كان لا بد من التأكد من دعوة من يستحقون الدعوة، وتهدئة من لم يدعوا لكنهم يعتقدون أنهم يستحقون الدعوة، وعدم دعوة من لا يستحقون الدعوة."

وبحسب الجمعية تتسع قاعة الطعام الرسمية لـ 120 ضيفاً فقط، ما يجعل عدد المدعوين الفعليين محدوداً للغاية.


لمسات السيدة الأولى
ووفق العرف الرئاسي الأميركي، يحدد الرؤساء والسيدات الأوائل حتى اليوم أسلوب الضيافة والترفيه داخل البيت الأبيض، وفي هذا الإطار، تشرف حالياً السيدة الأولى ميلانيا ترمب على جميع تفاصيل بروتوكول العشاء، في تقليد يمتد إلى القرن الـ19.

وتتولى السيدة الأولى وطاقمها مسؤولية التخطيط الكامل للحفل من إعداد الدعوات، وقوائم الضيوف والطعام، وألوان وأشكال الزهور والديكور، وترتيبات الطاولات والجلوس، إضافة إلى برنامج الترفيه.

ويتم التنسيق مع السكرتارية الاجتماعية وموظفي المقر التنفيذي ووزارة الخارجية لضمان خروج الأمسية بأعلى درجات الإتقان.

المطبخ الرئاسي
تشكل المآدب الرسمية جزءاً من بروتوكولات الاستقبال المعتمدة في الزيارات الدبلوماسية، وبجانب التجهيز للملفات السياسية والاقتصادية لا يغفل المسؤولون عن التحضير إلى ما يوضع على مائدة القادة، إذ ينظر إلى اختيار الأطباق المقدمة على أنه عنصر يعكس فهم المضيف لثقافة الضيف وذائقته.

ويتولى الطهاة التنفيذيون بالبيت الأبيض إعداد الوجبات بالتنسيق مع مكتب البروتوكول، مع مراعاة العادات الغذائية للضيف واللمسات التي تعكس هويته الثقافية.


وتعد قوائم الطعام غالباً مزيجاً يجمع بين المطبخ الأميركي والعناصر المستوحاة من ثقافة الدولة الزائرة.

وشهد حفل العشاء الرسمي، الذي أقيم على شرف الضيف السعودي قائمة طعام فاخرة من ثلاثة أطباق، إذ بدأ الضيوف بتناول حساء اليقطين العسلي المقدم مع صلصة التوت البري والبندق المتبل بالبهارات وكريمة الزبدة البنية، وفق وسائل إعلام أميركية.

وكان استقبال الضيوف في قاعة طعام رسمية مضاءة بالشموع وزينت بديكورات مستوحاة من الأزهار، أما الطبق الرئيسي فكان ضلوع الضأن المغطاة بالفستق، مقدمة مع هريس البطاطا الحلوة والبروكلي راب وصوص الرمان والليمون.

وبالطبع لا تكتمل أي مأدبة رئاسية من دون حلوى، إذ اختتمت الوجبة بكمثرى محشوة بموس شوكولاتة فاخرة يرافقها آيس كريم الفانيلا الناعم، في ختام يليق بأمسية بروتوكولية رفيعة.

موسيقى ترافق التاريخ
ويعد الترفيه الموسيقي عنصراً ثابتاً في بروتوكول البيت الأبيض خلال عشاءات الدولة، إذ قدم الفنانون الأميركيون عروضاً موسيقية على مدى أكثر من 200 عام، بما يعكس تقاليد الضيافة الرئاسية المتوارثة.

وتعد فرقة "مارين باند" الركيزة الأبرز لهذا التقليد، منذ أن أحيت أولى أمسياتها في استقبال الرئيس جون آدامز والسيدة الأولى أبيغيل آدامز ليلة رأس السنة عام 1801.

اندبندنت عربية 



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=145&id=203678

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc