أترانا في نهاية التاريخ .. أم أن تاريخنا لم يبدأ بعد ..
الأخطر من هذا و ذاك ، هو الكذب على منطق التاريخ ..
سيرياستيبس
كتب الاعلامي أسعد عبود
:
نحن عند عقدة بسيطة في سلسلة الزمن .. عام مضى على السقطة التي اهتزت لها
سورية والتي لا بد أن ارتجاجاً هاماً عرفته المنطقة و ربما العالم على وقعها
.. و لعل صيحة مكتومة ندهت أو تمنت أن تكون نهاية ما تنهي كذبة كبيرة سرت
على منطق التاريخ و معطيات الحقيقة .
هل حصل شيء من ذلك .. ؟
لا أنفي ..
لكن أدعو للهدوء و الوعي و دقة الملاحظة و الاستنتاج ..
نحن اليوم ننهي عاماً على العاصفة التي تغير لها الى حد ما وجه الأرض .. نعم
وجه الارض وبقيت حناياها و أعماقها إلى درجة أننا عند الحاجة نستطيع أن
نستعير أخيلةً و أحلاماً و تهيؤات وإدعاءات من التاريخ الذي مضى ..
أخطأ " فوكو ياما " حين أعلن نهاية التاريخ اعتمادا على مجرياته ، ليتبنى
تكذيب منطقه .. لا أحد يستطيع أن يكذب على منطق التاريخ .. و نحن لا نعيش
اليوم نهاية التاريخ ، لكننا بالحدود الدنيا نعيش نهاية إحدى صفحاته .. و
بالمؤكد نحن نعيش نهاية عام ميلادي آخر ليدخل خلفه ساعياً لإضافة صفحة
للموسوعة .. التي تجمع صفحات تاريخنا ..
ماذا لدينا في بداية العام الجديد .. ؟
ماذا لدينا نستطيع أن نؤسس عليه و
لو خطوات صغيرة نسجلها على مسار الحقيقة و الطريق الذي لا يوصلنا لنهاية
تاريخنا .. أو على الاقل يترك لنا فرصة نستوعب فيها من نحن ...؟ ..
و إلى
أين نمضي .. تخامرني مشاعر نهاية التاريخ فعلا .. كأن علينا أن نمشي
الطريق الذي مشيناه سابقا مرة أخرى ..
دعونا من فلسفات الغرب الموظفة سياسياً ، أو أنها وجدت لتوظف سياسياً ، و
ضمنها فلسفة فوكو ياما " نهاية التاريخ " التي أعلن إفلاسها قبل أن تمضي مع
الأيام .. كانت مفلسة فعلاً .. لكن إفلاسها لم يُعد النشاط للشيوعية التي ما
زالت تزخر بالحياة .. وإن استمرت الرأسمالية بانتاج فرسانها من أمثال
رونالد ترامب .. من يدري لعل عودة الشيوعية أكثراحتمالامن نهاية التاريخ
.. المشكلة في واقعنا و قضيتنا الوطنية .. الاجتماعية .. الاقتصادية .. أن
ليس بأيدينا محسوس مجسد حقيقة يمكن الرسم عليها و الاستنباط منها .. تقريبا
ليس لدينا شيء ، إلا تنظيراتنا تعلن بداية التاريخ و نهايته .. و التاريخ
يمضي غير عابيء بما نقول .. ولا نستطيع أن نجابهه حتى ولو بإحصائية . هل
يذكرنا ذلك بشيء.. ؟؟ المكتب المركزي للاحصاء مثلاً ... أو المجموعة
الاحصائية السورية .. أو الإدارات المتعددة التي عملت على الاحصاء و كنا
نضيف لها التخطيط .. لنؤكد أننا على بداية منهج سليم للعمل و التقدم ..
واليوم لا إحصاء و لا تخطيط و لا بداية و لا نهاية للتاريخ .. ومن يأتي
ليستمد مقدمة للخطيط للبناء و التنمية من خلال المعومات التي تقدمها
الاحصاءات السورية ..
بودي أن اروي لكم ما قرأته يوما عن الزعيم البريطاني
الخالد ونستون تشرشل .. يقول : أكثر الاحصاءات التي اصدقها هي تلك التي
زورتها بنفسي !!؟؟
بكل الأحوال منهج العمل الاحصائي و انتاج المعلومة ليس غرضه الدقة فقط بل
هو غرض ذاته أي المنهج .. يعني إن اعتمد عندما أنوي اعتماد أي بيان اقتصادي
او اجتماعي أو حتى سياسي .. أعتمد الاحصاء و الدقيق منه على قدر الممكن
.. في ذاك بوابة للحقيقة كبيرة .. فما بالنا و نحن على مفرق تاريخي للتاريخ
، بين نهايته و ولادته ربما .. نسعى للحقيقة دون حقائق .. ولرسم النتائج
دون احصاء من اين و كيف نبدأ ..
من المؤكد انها ليست نهاية للتاريخ . لأنه كما ثبت لفوكوياما .. ليس له
نهاية
..
As.abboud@gmail.com
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=204074