كان علينا كمواطنين أن ننتظر ثلاثة أسابيع لنعلم أن رئيس حكومتنا قد تجاوز أزمة صحية لا نعرف إلى اليوم ماذا كانت ماهيتها...كان علينا أن ننتظر اجتماعاً لمجلس الوزراء الثلاثاء الماضي لنرى المهندس عطري يتحدث لفريقه الوزاري..
هل كان من المنطق التعامل مع الأزمة الصحية التي مر بها رئيس الحكومة بمثل هذا التعتيم و الغموض، وترك الفرصة سانحة للشائعات لتلتهم عقول المواطنين ؟! وهل كان صعباً أن يصدر خبر رسمي عن رئاسة الوزراء يقول فيه إن رئيس الحكومة أجرى عملية جراحية ناجحة (أياً كان نوعها) تماماً كما حدث و يحدث في جميع دول العالم، وهو اليوم في إجازة صحية؟! .
أليس رئيس الحكومة هو في النهاية إنسان يتعرض لمحن الحياة و العمل اليومي من تعب و مرض و سهر ...الخ؟! أليس هذا المنصب الذي يشغله كفيلاً بأن يزيد المتاعب والهموم إلى مستوى قياسي لدى أي مواطن؟! أليس من حقنا كمواطنين أن نتضامن مع رئيس الحكومة في أزمته الصحية؟
ألا يحق لمن يريد زيارته فعل ذلك أم أن الأمر محصور بالوزراء و كبار المسؤولين؟!.
واللافت أنه حتى المعلومات التي تم نشرها هنا وهناك في بعض المواقع الالكترونية ونسبت لمصادر خاصة في رئاسة الوزراء تعاملت مع الموضوع في سياق تقليدي لا يتناسب مع طبيعة الإجازة الصحية التي حصل عليها رئيس الحكومة، فالنائب الاقتصادي يزوره يومياً للحصول على توجيهاته وكأن اقتصادنا في حالة خطر، والبريد يرسل له ليوقعه كأن رئيس الحكومة يتدخل في كل شاردة و واردة أو أنه يستشار حتى في تعيين رئيس قسم في مؤسسة الأسماك مثلاً أو ...!!.
إذا كان الكثيرون ينتقدون السياسات الاقتصادية للمهندس عطري و يضعون ملاحظات على بعض قراراته الخاصة بالشأن العام و الإداري، فهذا لا يلغي أن الجميع يتمنون الشفاء العاجل وموفور الصحة لشخص نختلف معه، لكنه بالتأكيد يظل مواطنا سورياً و رئيس الحكومة في بلد يقدسه الجميع...
نقول للمهندس عطري...ربما الفضول أحياناً سبب رئيس في رغبة البعض بمعرفة و متابعة أوضاع بعض الأشخاص، لكن المحبة أيضاً هي الأساس الذي يدفع كثيرين للسؤال...فكيف إذا كان السؤال عن رئيس حكومتنا؟!.
الخبر- زياد غصن
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=160&id=275