ولا تزال حالة الطرق المركزية بائسة.. وبائسة جداً، وقد زادها الهطول المطري الأخير بؤساً، لأن المطر لا أدري ما الذي يفعله بالطرقات، ولا سيما ليلاً، إذ تخفُّ فاعلية أضواء السيارة كثيراً، ويصير الطريق مُبهماً والرؤية صعبة جداً، وكأنه في هذه الحالة يبتلع الضوء فعلاً فتزداد الأخطاء أخطاراً.
نستغرب للمرة الالف هنا: ما الذي تفعله المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية بملياراتها التي تُرصد سنوياً، فلا الطرق تتحسن، ولا يكاد يطرأ عليها تغيير إلا نحو الأسوأ إذ تزداد الحفر... بل الثقوب... ولا أدري كيف تُثقَب طريق؟! ويزداد زوال الدهان في منتصف الطريق وعلى أطرافه، بينما مؤسسة المواصلات الطرقية مُصِّرة على عدم التعاطي مع شركة دهانات أميَّة-الحكومية- التي أبدت كامل استعدادها لتأمين احتياجات هذه الطرق من هذه الدهانات، التي من شأنها دلالة الناس وإنقاذهم ولا سيما في مثل هذه الأحوال الجوية الماطرة، التي كانت تحتاج إلى جهودٍ كبيرة قبل أن تصل. ولكن ... لا حياة لمن تنادي!
المدير العام للمواصلات الطرقية المهندس حسين عرنوس استصعَب –مرَّةً- كتابتنا عن سوءِ أحوال الطريق، وهتف إلينا يقول إن هناك مشاريع، وهناك قلة في التمويل، آمنّا وصدّقنا أن هناك مشاريع.. ولكن هناك أولويات أيضاً، فالطرق المركزية التي يؤلمنا وضعها ويزعجنا ويربكنا ويعرضنا للمخاطر هي تلك الأتوسترادات السريعة التي تربط بين المحافظات، ودهانها- يا جماعة- والله لا يُكلّف تلك الكلفة الكبيرة التي يمن لقلة التمويل أن تكون عائقاً أمام إنجازها، وأميّة مستعدة لتوفير الكميات المطلوبة وأكثر وبالليرة السورية، وبكلفة أقل بكثير من تلك الدهانات الطرقية المستوردة.
المسألة لا تحتاج إلا إلى قليل من الهمّة، ومن الإحساس بمعاناة الآخرين والحرص على سلامتهم قدر الإمكان.
لو يدرك المهندس عرنوس كيف تنفرج القلوب عند الوصول إلى "علامٍ" بسيط لدهانٍ على طريق بمثل هذه الظروف، لكان عنده كلام آخر ولرفض- هو مثل هذه الاحتجاجات.
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=160&id=35