المشهد الأول:
كنا صغاراً عندما استهوتنا لعبة "الطرمشة" وهذه اللعبة تعتمد على مبدأ أن مجموعة من الصبية والفتيات يتفقون مع بعضهم، بأن يقوموا بعصب عيني أحدهم، بما لا يتيح له رؤية شيء على الإطلاق، ومن ثم يبقى الآخرون في إطارٍ مكاني محدد، يلتزمون الصمت فلا همس ولا نفس... وعلى معصوبِ العينين أن يركز انتباهه جيداً حتى يستطيع أن يحدد – من خلال الصوت والحركة- مكان أحد الصبية الآخرين، فينقض عليه بسرعةٍ فائقة، فإن استطاع معصوب العينين أن يمسك بأحد منهم، تشبث به، ويأتي آخر لينزع الصعبة عن عيني الماسك، ليعصبها على عيني الممسوك. أما إن لم يستطع المعصوب الأول الإمساك بأحد، فيعيد الكرّة حتى يتمكن من تحديد أحد المواقع، وقد تنتهي اللعبة –ولا سيما إن التزم الصبية الصمت والهدوء- دون أن يتمكن من الإمساك بأحد، وفي هذه الحالة، وعند انتهاء زمنٍ يُحدد –كانَ- أو يُقدر، يصير معصوب العينين محط استهزاء وسخرية أقرانه، حيث يضحكون عليه، إلى أن يلعبوها ثانية، ويصطاد صيده.
المشهد الثاني:
بعض المجازفين من هؤلاء، كانوا يضيقون ذرعاً من معصوب العينين الذي لا يستطيع تحديد أماكنهم، فيصدرون صوتاً من حناجرهم، ويغيرون موقعهم، أو يصفّقون، وكان بمجرد هروب مصدر الصوت، فإن معصوب العينين- إن كان تركيزه قوياً- يلحق مصدر الصوت ويقبض على صاحبه. وإن كان ذاك ذكياً، وقادراً على ممارسة التمويه جيداً نجا، ولم يُصب بأذى.
المشهد الثالث:
بعض معصوبي العينين، كانوا أذكياء جداً، ويمتلكون القدرة على إضحاك الآخرين من خفة دمهم، فيقومون بحركاتٍ مضحكة تجبر الآخرين على الضحك، فيختارون وببساطة أحد الضاحكين ليمسك به ويتبادلان الأدوار في عصب العينين
المشهد الرابع:
المكتب المركزي للإحصاء لم يستطع- حتى الآن- استكمال إحصاءات من الحسابات القومية لعام 2005 وحكومتنا العزيزة ما دامت لا تمتلك ملكة خفة الدم، فإنها لن تستطيع أن تُحدد أهدافها، أو على الأقل الطريق باتجاه الأهداف.
وبالتالي... هي مضطرة للكثير من التصرفات العشوائية التي تسميها تجارب، ولكن الشيء "الجيد" أنها لا تمل من التجارب!
المشهد الخامس:
عندما كبرنا.. أقلعنا عن هذه اللعبة، ولا أدري لماذا لم تُقلع الحكومة عنها بعد .. فقد طالت "طرمشتها" طويلاً.
علي محمود جديد
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=160&id=66