سيرياستيبس :
كلمة مُخصّصة لملفّات لبنانية، ألقاها أمس الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، مُعلّقاً خلالها على الأحداث «الخطيرة» في الولايات المتحدة، والتي تُمثّل «عيّنة عن الغطرسة الأميركية». أربعة ملفّات تناولها نصر الله: الحكومة، مكافحة الفساد، مؤسسة القرض الحسن واتهام حزب الله بـ«كبتاغون إيطاليا». أبرز نقطتين في حديث نصر الله أنّ تأليف الحكومة لا يزال مُجمّداً، وعدم قيام الجيش والقوى الأمنية بإطلاع الرأي العام على التحقيق بما خصّ انفجار المرفأ
نصر الله: من حقّ اللبنانيين أن يعرفوا هل انفجار المرفأ ناتج من صواريخ أو أسلحة أو مواد عسكرية مُتفجّرة؟
خلال
الكلمة التي ألقاها أمس، خصّص نصر الله فقرة لتوضيح مسألة مؤسسة القرض
الحسن، «ما تخايلت قبل احكي عنها»، قال مُبتسماً. فبعد فرض العقوبات
الأميركية عليها، والتحريض ضدّ عملها، ثم محاولة اختراق بيانات زبائنها،
قام نصر الله بتوضيح طريقة عمل المؤسسة التي تأسست سنة 1983، التي تُقدّم
قروضاً قصيرة ومتوسطة المدى، مقابل أن يقوم المُقترض برهن الذهب أو يكفله
شخصٌ يُسمّى «الكفيل المُشارك»، قام بإيداع مبلغ من المال لدى «القرض
الحسن». لا تقوم المؤسسة بأي عمل تجاري أو استثماري، «ولم تكن لخدمة بيئة
مُعينة»، رغم أنّها في الفترة الماضية «حاولت أن تفتح فروعاً في مناطق
أخرى، فقطعت أجهزة أمنية الطريق عليها». ارتفعت شعبية المؤسسة أخيراً بسبب
الانهيار المالي والعقوبات الأميركية على أفراد ومؤسسات، وأداء المصارف غير
الأخلاقي، فقصد قسم من الناس القرض الحسن». منذ سنوات التأسيس وحتى نهاية
سنة 2020، بلغ إجمالي عدد المستفيدين من القروض مليوناً و801 ألف مستفيد،
أما قيمة القروض الممنوحة فبلغت 3 مليارات دولار و775 مليون دولار، و«لهذه
المؤسسة مثيلات في لبنان من مختلف المناطق والطوائف».
وأكّد نصر الله
أنّ القرض الحسن «لا تُموّل حزب الله، أصلاً هي لا تملك المال لذلك، وإذا
احتاجت فنحن ندعمها». توالت الحملات ضدّ مؤسسة القرض الحسن، وصولاً إلى
محاولة قرصنة بياناتها، «بهدف ترهيب الكفلاء المُشاركين. هذه المؤسسة هدفها
المُساعدة، من يخاف بإمكانه الانسحاب، فهي لديها القدرة والمتانة ولن
تنهار. وأدعو الإخوة إلى الردّ على الهجمة الأميركية بإيداع الأموال لدى
القرض الحسن، فتتمكن من دعم الشعب اللبناني أكثر».
ومن انفجار المرفأ
والقرض الحسن، اللذين استُخدما لتشويه صورة حزب الله، إلى «خبرية» توقيف
السلطات الإيطالية شحنة ضخمة من الكبتاغون، بقيمة مليار دولار، عائدة لحزب
الله. ورغم أنّ الخبر لم يأخذ مداه، إلا أنّ نصر الله أراد التوضيح أنه «تم
التواصل مع السلطات الرسمية الإيطالية، الذين لا يوجد بينهم من اتهم حزب
الله بالموضوع، وقالوا لنا إنّه لا أساس له. هم أصلاً ضائعون إن كانت
الشحنة لتنظيم داعش أو لمافيات ومنظمات إجرامية في أوروبا». ولكنّ الخبرية
التي انطلقت من «واشنطن بوست»، مروراً بالصحافة الإسرائيلية، وصولاً إلى
بعض القنوات اللبنانية، جزء من «استهداف حزب الله. أنتم تعتدون علينا وعلى
كرامتنا، وهذا الموضوع لا يجوز أن يستمر بهذه الطريقة».
وفي إطار توضيح
«تشويه المواقف» التي يُدلي بها، عاد نصر الله إلى خطابه الأخير حين قال
إنّ الاهتمام الدولي والإقليمي بلبنان مردّه وجود المقاومة وصواريخها.
«نحترم كلّ الردود، ولكن أتمنى حين أتكلم بالشرق أن أُجاوب بالشرق وليس
بالغرب»، مُعيداً التوضيح أنّ كلّ ما يحصل داخلياً، «أقلّه منذ انسحاب
القوات السورية من لبنان»، من اهتمام أوروبي وأميركي وغربي، ومحاضر
الجلسات، والبيانات في الإعلام، والقرارات، «كلّها محورها الأساسي مُقدرات
المقاومة وكيفية معالجة الملفّ لمصلحة «إسرائيل». ولو كان لبنان يعني
للأميركيين والأوروبيين وبعض الأنظمة العربية شيئاً، لما كانوا منعوا عنه
المساعدات وفرضوا الحصار».
من ناحية أخرى، علّق نصر الله على تفشّي وباء
كورونا في لبنان، والنقاش حول الإقفال العام والتأثيرات الاقتصادية، «هذا
مأزق كبير في معظم دول العالم»، داعياً إلى عدم التوقّع من الدولة
اللبنانية «أكثر ممّا تقوم به». وحمّل النسبة الأكبر من المسؤولية للناس
«التي لا ترحم حالها وبعضها. المطلوب وقفة تضامن لنتمكن من العبور
بالسفينة».
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=110&id=186027