التطبيع الإيراني ـــ السعودي: ترحيبٌ... واستياءٌ وحذر!
11/03/2023



 


سيرياستيبس :
منذ إعلان تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران المقطوعة منذ عام 2016، خلال مدة أقصاها شهران، برعاية صينية،  ، تتوالى التصريحات الدولية المرحّبة بالإعلان، بينما أثار الإعلان استياء المعارضة الإسرائيلية على حكومة بنيامين نتنياهو، التي وصفت الإعلان بـ«نصر إيراني».


وفيما يُشير تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، إلى أن الصين مستعدة للقيام بدور أكبر في المنطقة، ولا سيّما بعد توطيد العلاقات الصينية ـــ السعودية إثر زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ للسعودية قبل ثلاثة أشهر، بدا التعليق الأميركي على الحدث حذراً من الدور الصيني في المحادثات، الذي لم يتطرّق إليه.


وفي سياق الاتفاق، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن «السياسة مع دول الجوار، كونها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة الإيرانية، تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح والجهاز الدبلوماسي يعمل بنشاط للتحضير لمزيد من الخطوات على الصعيد الإقليمي».

من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أن استئناف العلاقات يأتي «انطلاقاً من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة». وتابع: «يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك معاً لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا».

كما ثمّن مستشار الأمن الوطني السعودي، مساعد بن محمد العيبان، ما توصل إليه البلدان، قائلاً «يحدونا الأمل أن نستمر في مواصلة الحوار البنّاء، وفقاً للمرتكزات والأسس التي تضمّنها الاتفاق، معربين عن تثميننا وتقديرنا لمواصلة جمهورية الصين الشعبية دورها الإيجابي في هذا الصدد».

أما من الجانب الصيني، الراعي للاتفاق، فوصف كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ يي، استئناف العلاقات بين الرياض وطهران بـ«نصر للحوار، ونصر للسلام، ويقدم أنباءً طيبة عظيمة في وقت يشهد فيه العالم كثيراً من الاضطرابات». وأضاف وانغ إن الصين ستواصل القيام بدور بنّاء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم وستظهر تحلّيها «بالمسؤولية» بصفتها دولة كبرى.

أميركياً، لم تشأ واشنطن أن تظهر بعيدةً عن الحدث، فقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن السعودية أبقت واشنطن «على اطلاع» بشأن محادثاتها مع إيران «تماماً مثلما نبلغهم بأنشطتنا»، مشيراً إلى أن بلاده «لم تشارك» في المحادثات «بصورة مباشرة». وأضاف كيربي: «ليس واضحاً إن كان الاتفاق السعودي الإيراني يعني تطبيع العلاقات مع إسرائيل».

إلا أنه لا تعليق «رسمي» للاحتلال الإسرائيلي على الإعلان حتى اللحظة. وبحسب وكالة «فرانس برس» التي حاولت تلقّي تعليق على الإعلان، الخارجية الإسرائيلية «ليس لديها تعليق فوري على الاتفاق المعلن». لكن زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق، يائير لابيد، رأى أن «الاتفاق السعودي الإيراني هو فشل تام وخطر لسياسة الحكومة الإسرائيلية الخارجية».

وأضاف لابيد :«إنه انهيار للجدار الدفاعي الإقليمي الذي بدأنا ببنائه ضد إيران. وهذا ما يحدث عندما تكون مشغولاً طوال اليوم بمشروع قانون مجنون بدلاً من الاهتمام بإيران»، في إشارة إلى مشروع قانون للإصلاح القضائي الذي من شأنه أن يمنح الائتلاف الحاكم سلطة تعيين القضاة.

كذلك، وصف رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الاتفاق بأنه «نصر سياسي لإيران» و«ضربة قاضية لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران» و«فشل ذريع لحكومة نتنياهو».

وبالتوازي، رأى قائد الجيش السابق بيني غانتس وزعيم حزب أزرق - أبيض أن «التحديات الأمنية الهائلة التي تواجه دولة إسرائيل في تزايد، ورئيس الوزراء وحكومته مشغولان بتنفيذ انقلاب».

وفي بغداد، التي كانت قد استضافت 5 جولات سابقة من المحادثات بين البلدين التي لم تثمر اتفاقاً، رأت وزارة الخارجية أن الاتفاق «يُعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة (...) ويُؤذِن بتدشين مرحلة جديدة».

إلى ذلك، رحّب كبير مفاوضي جماعة «أنصار الله» اليمنية، محمد عبد السلام بالاتفاق، قائلاً: «المنطقة بحاجة إلى استئناف العلاقات الطبيعية بين دولها حتى تستعيد الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخل الأجنبي».

وكذلك، عبّر مستشار دبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، عن ترحيبه بالاتفاق، قائلاً: «نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونثمّن الدور الصيني في هذا الشأن». وأضاف: «الإمارات مؤمنة بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة نحو ترسيخ مفاهيم حسن الجوار والانطلاق من أرضية مشتركة لبناء مستقبل أكثر استقراراً للجميع»

قطرياً، أجرى رئيس الوزراء، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية، اتصالين بنظيرَيه الإيراني والسعودي للترحيب بالاتفاق.

أمّا مصر، فرحّبت وزارة خاريتها باتفاق استئناف العلاقات، آملةً أن يسهم «في تخفيف حدة التوتر بالمنطقة».

كما رحّب وزير خارجية سلطنة عمان، بدر البوسعيدي، بـ«نتائج المحادثات التي استضافتها الصين بين الأشقاء في السعودية وإيران واتفاقهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية وتفعيل التعاون الأمني والاقتصادي والثقافي»، مشيراً إلى أن «هذه الخطوة ستعزّز الأمن والاستقرار في المنطقة وتعمل على توطيد العلاقات بين الدول والشعوب».

ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن وزارة الخارجية قولها في بيان إن البحرين ترحّب بالاتفاق الذي توصّلت إليه السعودية وإيران برعاية صينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.




المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=110&id=194480

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc