الأدوية المزيفة : إجرام يجوب العالم
300 مليار دولار حجم تجارتها .. وملايين الضحايا .. فاحذروها ؟




سيرياستيبس :

قالت منظمة الصحة العالمية أنّ واحدا من كل عشرة عقاقير تباع في الدول النامية يكون مزيفا أو أقل من مواصفات الجودة المطلوبة مما يؤدي إلى وفاة عشرات الآلاف بينهم الكثير من الأطفال الأفارقة الذين يعالجون على نحو غير فعال من الالتهاب الرئوي والملاريا. ويقدر حجم مبيعات الأدوية في هذه البلدان بنحو 300 مليار دولار سنويا وبالتالي يبلغ حجم التجارة في الأدوية المزيفة 30 مليارا.

وقال فريق من جامعة ادنبره كلفته منظمة الصحة بدراسة تأثير الأدوية المزيفة إن الخسائر البشرية ضخمة.

وقالوا إن نحو 72 ألف حالة وفاة بسبب الالتهاب الرئوي في الأطفال يمكن إرجاعها إلى استخدام مضادات حيوية قليلة الفاعلية وإن الوفيات تزيد إلى 169 ألفا إذا كانت العقاقير بدون أي فاعلية.

كما أن الأدوية قليلة الفاعلية تزيد خطر مقاومة المضادات الحيوية مما يهدد بتقويض فاعلية الأدوية المنقذة لحياة البشر في المستقبل.
80 دولة في أنحاء العالم، نُواجَه يوميا بأشخاص وعائلات يستدينون لشراء الأدوية المغشوشة، والأدهى، أن هذه الأدوية غالبا ما تكون هي السبب في دمار صحتهم أو وفاتهم، وهم لا يدرون".

 لا تحتوي هذه الأدوية في معظم الحالات على المادة الفعالة، وبدلا منها قد "يُوجد ماء أو دقيق حبوب الدّخن"، وفي حالات أخرى، قد توجد المادة الفعالة ولكن بكمية غير كافية أو غير متناسبة أو كثيرة الشوائب، وبالنتيجة، يكون الدواء المزيّف مطابقا للأصلي،. وتشير التقديرات إلى أن ضحايا الإتجار بالعقاقير المزيفة على الصعيد العالمي يقدر بملايين الاشخاص في حين أنّ  تجارة الادوية المزيفة تقدر بالمليارات .

في أغلب الأحيان، ترتبط مشكلة الأدوية المزيفة بالإحتيال وتقليد المنتجات المسجلة رسميا، وفي الحقيقة فإن العالم يواجه نشاطا إجراميا يجوب العالم، ويقود إلى مجزرة حقيقية، و قد حان الوقت لقرع أبواب الساسة لكي يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة على المستوى الدولي".

صحيح أن الوفيات مرتبطة أساسا بتجارة العقاقير المُزوّرة من المضادات الحيوية وأدوية مكافحة الملاريا والسل والإيدز، إلا أن ظاهرة التقليد أضحت تطال جميع منتجات الأدوية والعقاقير، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية (مقرها جنيف)، فإن 10٪ من الأدوية المتداولة في العالم هي مغشوشة، ومنها على الأقل 30٪ في البلدان الأكثر فقرا.

وهذه التقديرات هي الحد الأدنى، ولو أجريت دراسات أكثر عمقا وشمولية وعلى مستوى عالمي، فستكون النتائج صادمة لنا جميعا .

وبناء على معطيات منظمة الصحة العالمية، يبلغ حجم مبيعات سوق الأدوية المزيفة في جميع أنحاء العالم 75 مليار دولار سنويا. كما ينشط في هذه السوق أيضا، وعلى نحو متزايد، تجار المخدرات، لأن "إنتاج المخدرات يستند إلى الكيمياء كما هي العقاقير الطبية، بالإضافة إلى أن عائداته هي أعلى بكثير ومخاطره أقل بكثير"، كما يقول الخبير من منظمة أطباء بلا حدود.

جدير بالذكر، أن تجارة الأدوية المزوّرة (أو المنسوخة) تجد طريقا ميسرة في العديد من البلدان بسبب الغياب الجزئي أو الكلي للرقابة، كما أن "عمليات تسجيل الأدوية تتم على الورق فقط، وتقريبا من دون إجراء أي اختبارات على المنتجات، وفي كثير من الأحيان، لا تملك السلطات الصحية ما يكفي من الأموال لتحقيق ذلك" على حدّ قول غييوم شميت.

وفي كثير من البلدان أيضا، لا يُوجد لدى السكان تأمين صحي ولا شبكة صيدلانية طبية كافية، فيتم شراء معظم الأدوية من الباعة المتجولين أو من أي سوق كان، وتكون تكلفتها، في العموم، أقل، ولكن خطر التزوير يكون أكبر.

والتزييف لا يوجد في السوق السوداء أو الأسواق الموازية فحسب، وإنما تمكّنت الأدوية المغشوشة، أيضا، من اختراق الدوائر الحكومية والصيدليات الخاصة الرسمية والمختبرات والمستشفيات

لا شك في أن ظاهرة الأدوية المزيّفة تشكل كارثة كبرى، لاسيما في نصف الكرة الجنوبي، لكنها، آخذة في الإنتشار في البلدان الصناعية أيضا، وتكاد تقع المسؤولية، بشكل حصري، على بيع منتجات كالتي يطلق عليها "أدوية نمط الحياة" عبر الإنترنت، وهي في الأصل إما محظورة أو أنها لا تُصرف في الغالب إلا بناء على وصفة طبية، مثل حبوب تحسين الأداء الجنسي أو إنقاص الوزن، أو الهرمونات أو المنشطات أو عقاقير تحسين الأداء الرياضي، أو المخدرات والمؤثرات العقلية.

 دراسة صادرة عن المعهد السويسري للمنتجات العلاجية تقول أن أكثر من نصف هذه المنتجات، إما نوعيات رديئة أو مغشوشهوالكثير من الأشخاص لا يدركون المخاطر التي قد تنجم عن شراء هذه المنتجات الصيدلية عن طريق الانترنت، مع كونها في كل الحالات تقريبا غير قانونية ومن دون عنوان".

أما المخاطر فهي كثيرة وتشمل الأعراض التالية: فشل كلوي، تلف في الكبد، اضطرابات في القلب والأوعية الدموية، إصابة بالحساسية، اضطرابات عقلية وعصبية. مع  لكن يصعب على السلطات أن تتدخل، وكل عام، يصل إلى سويسرا حوالي 50 ألف شحنة من الأدوية غير الشرعية، قادمة من نحو سبعين بلدا، وبالأخص الهند ودول آسيوية أخرى، وكذلك من دول أوروبية شرقية وغربية.

بقي أن نقول أننا في سورية لسنا بعيدين عن الادوية المزورة خاصة في ظل وجود نشاط للمهربين والذين قد ينجحون في إدخال أدوية مزورة الى البلاد مايتطلب الكثير من الرقابة و الوعي في قراءة مايكتب على علب الادوية بشكل جيد والتاكدمن الشركة الصانعة والشركة المستوردة واللصاقة  ؟



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=128&id=192164

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc