صيدليات تتحوّل إلى سوبر ماركت
نقابة الصيادلة تختبئ خلف تعليمات ونواظم وتتجاهل حقائق السوق




 

سيرياستبس :

موقف مع سيدة بسيطة… بدايةً لا أظن أن من يقومون بزيادة تسعيرة الدواء أو شطب سعر وكتابة سعر آخر من دون سبب هم صيادلة حقيقيون، على الرغم أننا لا ندري جميعنا سبب التفاوت في الأسعار الذي نلمسه بين صيدلية وأخرى، حيث سألنا كثيرين هل رأيتم دواء معينا بسعر معين في صيدلية ما ثم رأيتموه نفسه بسعر آخر في صيدلية أخرى؟ للأسف كانت أكثر الإجابات: “نعم حصل كثيراً”

حتى لو أن كل من يقرأ الآن سأل نفسه هذا السؤال، أعتقد ستكون الإجابة أيضاً:  “نعم حصل كثيراً” كما أنه عند زيادة طلب أي مادة في الصيدلية نلاحظ زيادة سعرها كما يحصل في السوبر ماركت.

“دخلْتُ إلى الصّيدلية وأعطيتهم الوصفة فأعطوني سعراً جديداً غير مكتوب على العلبة حيث إنهم شطبوا بالقلم على السعر القديم وكتبوا سعرا جديدا يناسب وضعهم ولا يناسب ضيقنا” هذا ما قالته سيدة بسيطة عند سؤالنا لها عما حدث في آخر مرة راجعت صيدلية من أجل الدواء … حتى السعر المشطوب يتغير بين صيدلية وأخرى، تخيلوا أن الفرق يصل إلى ٧ آلاف ليرة في مستحضر سعره ١١ ألف ليرة، والأمثلة كثيرة وصادمة بالفعل!؟

وأكملت: “حتى لو اشتروها مسبقاً بسعرها القديم، ما ذنبنا أن نشتريها نحن بسعرها الجديد ، هل نحن من رفعنا سعر الصرف؟”

شكاوى طفيفة وأسباب جمّة لتفاوت الأسعار 

وهنا لا أحد يعنيه موضوع الإجابة عما حصل مع  هذه السيدة أو غيرها ممن قد يحصل معهم أي موقف مشابه، أكثر من نقابة الصيادلة..

لذلك كان لأمين سر نقابة صيادلة سورية وعضو مجلس محافظة دمشق الدكتور زياد مظلوم   قدّم فيه بدايةً توضيحات حول أنظمة التسعير الدوائية قائلاً: لدينا عدّة أنظمة للتسعير منها “الأدوية الوطنية” وسعرها موحّد يصدر عن وزارة الصحة، ولدينا الأدوية المستوردة وهذه تكون حسب التكاليف المعتمدة من وزارة التجارة الخارجية، ونحن نؤكد دائماً على التسعيرة الصادرة عن وزارة الصحة، ولو صدر خطأ ما من صيدليّة معيّنة لا يعني أن كل الصيدليات كذلك… لأن أغلب صيادلتنا ملتزمون ومتعاونون حتى في أصعب الظروف التي مرت بها البلاد.

ولفتَ د. مظلوم إلى أن قطاعنا وطني بامتياز وفي حال حصول أي خلل هناك لجان مشتركة وخاصة بالنقابة تعالج الشكوى حتى لو كانت هاتفية، حيث يتم توجيههم مباشرة إلى الصيدلية المخالفة، كما أن العقوبات أصبحت أكثر تشدّداً، ونتمنى حدوث تواصل بين المواطن والجهات المعنية وتفعيل ثقافة الشكوى المنظمة لديهم التي تجعلنا نرتقي بمهنتنا وبمجتمعنا بالمحافظة على قوانينها.

وعن نسبة الشكاوى الواردة للنقابة أضاف د. مظلوم: هي طفيفة، واذا تصوّر أحد أنّ هناك عددا كبيرا من المخالفات فقد يجوز أن كثيرا من المواطنين يحبّون الاختصار على أنفسهم ولا يدقّقون على مئة أو خمسمئة أو ألف.. ولكن أعود للتأكيد أنه لو كانت ليرة سوريّة واحدة نتمنى عدم وجود تجاوز لها ونشجّع الشكوى .

ونأتي هنا إلى الأسباب الرئيسية لتفاوت الأسعار التي ذكرها  د.مظلوم: قد تكون هناك صيدليات اشترت مادة معينة منذ أسبوعين أو ثلاثة وبسبب تفاوت سعر الصرف يتم بيعها وفقاً للسعر الجديد، طبعاً هذا يخص المنتجات الصحية الأجنبية ، أمّا الوطنية فسعرها ثابت وموحّد منذ الشهر الثالث تقريباً .

وعن الصيادلة الذين يقومون بشطب السعر على العلبة وكتابة سعر جديد عليها قال” هذه منتجات مطبوعة في المعامل منذ وقت طويل وعليها السعر القديم لذلك يقوم الصيدلي بكتابة السعر الجديد الصادر عن وزارة الصحة ، وهنا أشدّد على أنه يحقّ لكل مواطن مطابقة السعر الجديد مع القائمة الصادرة عن وزارة الصحة وفي حال لم يكن السعر نفسه نحن جاهزون من دون تهاون فنحن لا نسمح لأي مخالفة بأن تحدث وتستمر .

والآن نستطيع القول لتلك السيدة إن ما حصل معك إما مخالفة رفع فيها الصيدلي السعر حتى عن قائمة الأسعار الصادرة عن وزارة الصحة إذا كانت لم تطابق السعر أو أنه فقط لديه مادة مطبوعة قديمة وكتب عليها السعر الجديد الصحيح .

ظروف تسعير صعبة

وبين الكثير من المواقف التي قد تتداخل وتتفاوت كما هو تفاوت الأسعار بالتأكيد لو سألنا الصيادلة ذاتهم ما رأيكم فيما يقال من الناس حول تحوّل الصيدليات لسوبر ماركت تبيع حسب سعر الصرف وتتفاوت أسعارها سيجيب عدد منهم كما أجابت الصيدلانية ( آ.م) التي فضّلت عدم ذكر اسمها لأسباب خاصة: كل فترة هناك تعديلات أسعار بشكل طبيعي ونشرات أسعار جديدة وأحياناً بين يومين وثلاثة فقط ونحن كصيادلة تحكمنا ظروف صعبة أثناء التعديل المستمر مثل الوقت الضيق للصيدلي أو نسيانه لتعديل أصناف معينة نتيجة ضغط العمل أو الكهرباء التي لا تسمح لنا بإدخال كل الأسعار الجديدة على “اللابتوب”.

وتكمل الصيدلانية: فقد يدخل مواطن إلى صيدلية لم تصلها نشرة أسعار بعد ثم يدخل إلى أخرى أسعارها معدّلة، هنا قد يحدث سوء فهم تجاه الصيدلي ونضطر أن نشرح من جديد للناس عن صدور النشرة الجديدة..

أما الصيدلانية ( ب.ش ) فكان لها رأي مختلف؟ حيث عزت تفاوت الأسعار إلى المنطقة التي تكون فيها الصيدلية ، فمن وجهة نظرها أسعار الدواء في المناطق الشعبية ليست كما هي في المناطق المنظّمة والأحياء الغنيّة، وبالفعل هناك صيادلة كالتجار  لكن تقول لهم:” أنتم لستم صيادلة حقيقيون” .

المرضى غالباً لا يشتكون

وبعد كل هذه الآراء نصل إلى وجوب التأكيد على إنسانية مهنة الصيدلة أكثر من غيرها من المهن لكون الذين يدخلون إلي الصيدلية مرضى يحتاجون الدواء ولا يحتاجون أي استغلال، فهم ليسوا أناسا عاديين يدخلون لشراء حاجيات المنزل، بل هم مرضى أو ذوو مرضى، لذلك ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

تشرين



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=128&id=193260

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc