سيرياستيبس
رحاب رجب :
رغم انخفاض أسعار الفروج ومكوناته، فإن الوجبات السريعة، والشاورما وكلّ الأطعمة التي يدخل الفروج في مكوناتها كمادة أساسية، ما تزال تناطح الغيوم بأسعارها. وبالتأكيد فإن المستهلك دائماً ما يتساءل عن الأسباب، من دون أن يلقى إجابة واضحة، فلا تزال أسعار بعض الوجبات محلقة لتصل إلى 50 ألف ليرة للوجبة، أي بسعر فروج نيء بوزن 1.5 كغ، باعتبار أن سعر كيلو الفروج اليوم لا يتجاوز 30 ألف ليرة، وباعتبار أن الشاورما من المأكولات المحبّبة للكثيرين، فإن أسعارها لم تنخفض، ففي بعض المحال تباع السندويشة بسعر يتجاوز 20 ألف ليرة، وفي محال أخرى تباع بسعر أقل ولكن على حساب الوزن والحجم، وهناك من يبيعها بسعر 15 ألف ليرة.
ويتساءل المستهلك في كلّ مرة ينخفض فيها سعر الفروج: لماذا لا تنخفض معه أسعار الوجبات والشاورما وغيرها..؟
هنا، يؤكد أمين سرّ جمعية حماية المستهلك، عبد الرزاق حبزة، أن أسعار الوجبات والشاورما تتعلق بشقين: الأول أن أصحاب هذه الحرف لا يحصلون على مخصّصاتهم من حوامل الطاقة ولاسيما الغاز الصناعي، ما يضطرهم لتأمين حاجتهم من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، أما الشق الثاني فهو ارتفاع أجور الأيدي العاملة وتذبذبها، وكلا هذين الشقين يدخل في اختصاص المؤسّسة الرسمية المعنية، وهناك شق آخر – حسب حبزة – يتعلق بجشع البائعين، وعدم قناعتهم بالأرباح العادلة أو الحالية .
ويتساءل حيزة: كيف لصاحب محل شاورما كان يبيع السندويشة بسعر 20 و25 ألف ليرة، أن يبيعها اليوم بسعر 13 أو 14 ألف ليرة؟ لأنه لو باعها بهذا السعر سيشعر بأنه خاسر، وهو ليس بخاسر، بل يتولد لديه شعور نفسي بالخسارة. ففي السابق، قامت حماية المستهلك بحملات على بائعي الفروج البروستد وكذلك الشاورما وغيرها، وكانت الحملة ناجحة وفرضت من خلالها دوراً رقابياً جيداً، وبالفعل أحدثت فارقاً بين سعر الفروج النيء والمشوي والبروستد.
وفيما يخصّ الشق الحكومي، يؤكد حبزة أن أصحاب العديد من المحال تقدموا بشكاوى بأنهم لا يحصلون على مخصصاتهم كاملة من الغاز الصناعي، وأحياناً يضطرون لاستخدام المنزلي، وهذا الأمر تترتب عليه مخالفة تموينية كبيرة تندرج تحت بند المتاجرة بالمادة المقنّنة. وعلى الرغم من صدور نشرات أسبوعية للفروج النيء ومكوناته، وكذلك للمشوي والبروستد وسندويش الشاورما ووزن محتوياتها من اللحوم، فإنه لا يوجد التزام من البائعين.
ومن جهة أخرى، بحسب حبزة، هناك أصحاب محال يضعون في سيخ الشاورما جلود الفروج والنتر وغيره من المكونات التي لا تدخل في صناعة الشاورما، وهؤلاء لا يحترمون أنفسهم، أضف إلى ذلك مخالفة البائعين لقطر سيخ الشاورما المحدّد بـ 35 سم، فهناك من يعمد إلى تجاوزه، وفي هذه الحالة ما يتبقى من السيخ أي غير المباع منه، يقوم صاحب المحل بتخزينه لليوم التالي، الأمر الذي يعرّض اللحوم إلى الجرثمة والتلف نتيجة تعرضه للحرارة.
وبالمجمل هناك بائعون غير ملتزمين بالأسعار، ويرتكبون مخالفات كثيرة، مع العلم، وبحسب ما أكده حبزة، أن مندوباً عن جمعية المطاعم يقوم بجولات متكررة على المطاعم ويتأكد من مدى التزام أصحابها بالشروط الناظمة للبيع، لافتاً إلى أن أصحاب المطاعم يتحمّلون تكاليف إضافية، ولكن هذا لا يبرّر لهم مخالفتهم للأسعار، لذلك لا بدّ من القيام بحملات مشابهة للحملات الرقابية التي طالتهم بفترة سابقة، وتكون هذه الحملات مخصّصة لهم، للتأكد من عدة مسائل، أولها الالتزام بالسعر وكذلك النظافة وغيرها.
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=128&id=199991