هل سبق أنطون سعادة .. أبراهام ماسلو في تعريف الهرم الشهير؟
29/12/2021



لا يتوفر وصف للصورة.

يسترشد كثر في علم السلوك والاجتماع بمفاهيم بدأها عالم النفس الأمريكي "ماسلو" والذي كان درة إنجازاته هي تراتبية الاحتياجات البشرية وهي معروفة باسم هرم ماسلو لأنها تعرض في الجامعات على شكل هرم مؤلف من درجات (فئات) متتالية وتشرح بطرق متعددة مختصرة أو موسعة ويمكن تلخيصها بالتالي:
1. تلبية حاجات فيزيولوجية كالجوع والعطش والجنس وغيرها من الاحتياجات التي ترتبط بغريزة البقاء كباقي الكائنات
2. تلبية حاجات الأمان من إحساس بالأمن والحماية والاطمئنان لتلبية احتياجات المستقبل
3. تلبية حاجات الحب والانتماء إلى عائلة أو جماعة أو حزب أو أي جمعية بنشاط اجتماعي يشعر فيه الفرد بالانتماء
4. تلبية حاجات التقدير بما فيها تقدير المرء لذاته أو البحث عن المجد والتقدير في عيون الغير
5. تلبية حاجات تحقيق الذات عبر التصعيد إلى ما هو أكثر من تحقيق الحاجات الذاتية للوصول إلى تحقيق مبادئ قيمية على المستوى الجمعي
وينسى كثر أن ماسلو الذي توفي منذ أكثر من 50 سنة  لم يطرح تلك الأفكار بالطريقة التي تطرح في الجامعات وعبر عنها بشكل سردي وليس بطريقة الهرم المرفق صورة عنه كما اعتبر في نسخته الأولى انه لا يمكن الارتقاء إلى أي مستوى قبل إشباع المستوى الذي قبله. ولذلك نجد مفكرين من أمثال بريدجمان وكومينغز وبالارد يطرحون في مقال لهم عام 2019 يوضحون كيفية تطور المفهوم وإشكالياته وفي مقابلة معهم يؤكدون أن التصور الأفضل هو سلم وليس هرم لأنه في هذه الحالة يجعل الإنسان متعلقاً بالأيدي وبالأرجل بأكثر من مستوى مما يجعل الانتقال من درجة لأخرى متاحاً حتى ولو لم تنتهي الدرجة التي انطلق منها. كما يؤكدون أنه سيكون من المفيد الاستماع إلى مزيد من الآراء المستبعدة من الكتب الأكاديمية ومساهمات ثقافات وقوميات مختلفة عن تلك الموجودة بالغرب.
بهذه المناسبة سيكون من المفيد إعادة قراءة ما كتبه المفكر أنطون سعادة قبل ماسلو بعشرين سنة على الأقل وبطريقة واضحة نسبياً حول مفاهيم المصلحة والإرادة والفرق بين المصلحة الخاصة والعامة وتراتبيتها وكيف يكون "حب المجد هو الموحي أو الدافع لبعض الأشخاص على العمل للمصلحة العامة". فهو الذي كتب أن "الأفراد الذين لا يجدون تأميناً لمصالحهم الحيوية في متحدهم يهجرونه حالما يتمكنون من ذلك إلى بيئة جديدة يجدون فيها غرضهم الأولي". وبناء عليه كان ذلك المفكر هو الأسبق في تعريف مركبات واحتياجات كل من المجتمع الفطري الأولي والأكثر تطوراً حيث يميز هذا المفكر بين المصالح التالية:
أ‌- الحيوية (الجنسية عبر العائلة واللاجنسية من غذاء وملبس عبر التجمعات والجمعيات الزراعية والحرفية وخلافه)
ب‌- والنفسية (سواء 1- المنطقية من علم وفلسفة ودين عبر الأكاديميات والكينونات الدينية المختلفة أو 2-الفنية عبر مؤسسات الفن والرسم وغيره أو 3- مصلحة السلطة والجاه عبر الأندية والتجمعات الخاصة بهؤلاء)
ت‌- والمصالح الاقتصادية ما فوق فردية (التي تفسر وجود جمعيات وتحالفات التجارة والمال)
ث‌- أما أرقى المراتب برأيه فهي المصالح السياسية وذلك عبر مفهوم الدولة التي تشمل مصالح جميع أفراد الأمة.
 بهذا نجد أن هرم ماسلو قد يكون بالحقيقة هرم أنطون سعادة وغيره ممن سبقوا في تعريف هذه الاحتياجات والتعمق فيها بطريقة تستحق التأمل والاستفادة مما كتبه الأقدمون في الإضاءة على مفاتيح علم الاجتماع والاقتصاد السياسي.

قد تكون صورة لـ ‏نص مفاده '‏تحقيق الذات تحقيق الإنجازات والأنشطة اعية الحاجة للتقدير الهيبة والمكانة والثقة والشعور بالإنجاز الاحتياجات الاجتماعية الصداقة والعلاقات الحميمية والأسرية احتياجات الأمان السلامة الجسدية والأمان الأسري والصحي والوظيفي الاحتياجات الفسيولوجية التنفس والغذاء والماء والإخراج والنوم والجماع‏'‏



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=190107

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc