بين حكومة .. وحكومة
كذلك هو الفرق بين خطوات ترهق ولاتثمر.. وبين خطوات ترهق وتثمر في نهاية النفق ؟




لا يتوفر وصف.

دمشق - خاص  لسيرياستيبس : 

إن لم تستنفر الحكومة وتدق ناقوس الخطر اليوم في سبيل التخفيف من وطأة ما يعيشه المواطن من أعباء العوز والبرد  فمتى تفعل؟

إن لم تبادر الحكومة لاجتراح حلول لتخليص الناس من الظروف الصعبة التي يمرون بها حتى فيما يتعلق بأبسط الخدمات  ..  فمتى تفعل؟

إن لم تقم باجراءات حقيقية ورادعة لضبط الأسعار التي صارت فوق طاقة السواد الأعظم من الشعب فمتى تقوم ..

هل تنتظر أن ترحل تاركة كما هائلا إضافياً  من الاجتماعات التنظيرية التي لاطائل منها ولكن في الوقت نفسه لاتدينها فالكلام جميل والحلول على الورق وفي المداخلات مهم ومغري وجدير بالتفكير به ولكن لا فعل ولا أثر ولا نتيجة  أبدا .

هل المطلوب من الحكومة  الاستسلام لضعف الامكانيات أم أن تواجه الواقع  بحلول حقيقية أبعد من  كل ما تتحدث به في اجتماعاتها الاسبوعية وغير الاسبوعية

لماذا لاتحسن هذه الحكومة سوى فرض المزيد من الرسوم ورفع أسعار خدماتها بشكل صار  الملف الوحيد الذي تنجز فيه  ..

متى سيكون في هذه البلاد حكومة تخرج للمواطن لتقول له .. هذه خطتنا للعمل ,  هذه هي الحلول ,  وهذا هو البرنامج الزمني وهذه هي التكلفة  على مستوى المادي  والزمن  

بمعنى متى يكون لدينا حكومة قادرة على ان تقول هذا هو الضوء الذي علينا انشاده في آخر النفق مهما كان النفق طويلا ومظلما فإرادة العمل والسعي الحقيقي تخفف من ظلمته ووحشته ..

بالنظر الى أليات عمل الفريق الحكومي الحالي وخاصة الاقتصادي , فلا شيء  يوحي بأنّ ثمة رغبة حقيقة بالتحرك نحو العمل والانتاج واجتراح الحلول والتي  مهما كانت مكلفة فلابد أن تثمربل ستكون مقبولة من الناس وتشعرهم بالرضا مهما كان الواقع صعبا فالتيقن بأنّ ثمة هدف يتم السعي إليه ,  هو أمر مهم وملهم ومشجع حتى على الصبر والتحمل   .

فثمة فرق بين خطوات ترهق ولاتثمر وبين خطوات ترهق وتثمر في النهاية

حكومتنا من الصنف الأول تنظير وتسويف وشكوى ورضوخ لظروف الحصار والعقوبات ونقص الإمكانيات مع أنّه في العرف الاقتصادي لاتوجد مشكلة لا يمكن ان تمضي بلا حل .. قد يكون الحل صعباً ولكن المهم أن لايكون فوق إدراك ومعرفة فريقنا الحكومي , ولعل هذا هو السبب في عدم السير نحو الحلول والاكتفاء بما في الظاهر,  قد تنجح الحكومة في تسويق ما تفعله  على أنّه عمل وسعي ولكن في الحقيقة لن يُشبع ولن يثمن من جوع ولن يحقق انتقال البلاد نحو المستقبل الأفضل ؟

في هذه البلاد لايمكن الانتقال الى الأفضل إلا بالعمل والانتاج وتوجيه كل الإمكانيات نحو ميادين العمل وفق خطط يقوم عليها أصحاب الخبرة والكفاءة والدراية , ولا أحد يخرج ويقول لنا أين هم هؤلاء .. إنهم موجودين حينما  نرغب برؤيتهم وملاقاتهم  فعلا ؟

في هذه البلاد الأهم أن نلملم جراحات الحرب وأن نبلسم أوجاع الحصار والعقوبات فهذه أهم خطوة نحو المستقبل , لا أن   نرسم المستقبل بالقفز فوق واقع صعب وحيث  إصلاحه هو الذي سينقلنا الى المستقبل ..

الإمعان في الاعتقاد أن رفع الأسعار هو الوسيلة لتحصيل حقوق الدولة وإملاء الخزينة لايبدو طريقا سيؤدي الى الأهداف المطلوبة .. الزراعة والصناعة وإطلاق العنان للانتاج  هو الذي سيحسن كل شيء دفعة واحدة وهو الذي سيصحح كل الأسعار ومعها الدخول ؟

هامش : اليوم يجري الحديث عن تغييرات في مستويات قيادية وإدارية عدة مسؤولة عن حياة الناس واقتصاد البلد  

   لعله الأمل الذي سيخرجنا مما نحن فيه فعلا ؟  



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=190414

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc