العالم و العقوبات .. هل يمزق المولود كيس المشيمة ..
08/05/2022




سيرياستيبس - كتب الاعلامي أسعد عبود


وجد الغرب - الولايات المتحدة خصيصاً - في العقوبات الاقتصادية أكياس مشيمة يحبس فيها دول العالم كأجنة  تخشى أن تفقد الفردوس .. !! تتشبث في مقامها حتى و إن هجرها الدفء و هددها البرد و بلغت من العمر عتياً .  حتى دولة عظيمة كروسيا أو يفترض أنها كذلك ... و هي وارثة المجد السوفييتي الذي أضاء طويلاً على ثلث الكرة الأرضية .
يكاد لا يصدق العقل أن هذه الدولة العظمى يتحداها تراجع فرصها في بيع النفط الخام في الأسواق العالمية.
لست من قريب أو بعيد بصدد تناول الحرب بين روسيا و الناتو و أميركا و الاتحاد الأوربي .. أو ما يعرف بالعملية الروسية في اوكرانيا ، أنا ضد كل الحروب و لا أعرف عن حرب خلصت مشكلة في العالم .. إنما أنا أرى و من وجهة نظر اقتصادية بحتة ، أن العقوبات  التي يتداعى الغرب و الدول التابعة لتوقعها بحق روسيا يمكن أن تشكل حبل النجاة لأمم روسيا للخروج من طوق الدولة النفطية إلى مضمار الدولة الاقتصادية غير النفطية العظمى .. و ذلك يبدو متاحاً بعد التخفيف من الاعتماد على اقتصاد بيع النفط و الغاز ..
و بتقديري أن الاعتماد الاقتصادي الروسي الكبير على بيع النفط الخام أخطر من تحدي العقوبات الغربية .. بل إن هذه السياسة الاقتصادية هي التي قدمت للغرب ممسكاً يتحكم ولو جزئياً برقبة الاقتصاد الروسي عن طريق العقوبات ..  و تحدي التوقف عن استجرار النفط و الغاز الروسيان .. و كان يفترض أن يكون العكس .. أي أن روسيا هي التي تعاقب دولاً غربية أو غيرها عن طريق قطع امدادات النفط عنها..
طبعاً أنا ضد العقوبات بهذا الاتجاه أو ذاك .. فالعالم المتحضر يفترض أن يقيم علاقاته على التعاون و التبادل و التنمية المشتركة و ليس على العقوبات .. !!
بالحسابات المتوازنة ..و الرؤية السليمة الموضوعية .. و إن كانت بطابع عمومي ، ليس في روسيا ما كان يمنعها عن تبوؤ الموقع الاقتصادي المتميز الذي يغنيها عن بيع النفط الخام و يكفيها شر اسواقه و احتكاراته .. و بهذا الشكل يمكن ان ننظر لإنتاج الغاز و النفط الخام و النزول بهما إلى أسواق العالم لتحقيق المردود الاقتصادي و المالي المرتجيان .. عاملاً اساسياً جعل دولة عظمى كروسيا مهددة بضرورة الحفاظ على رضى الغرب ..!!
بالتالي .. يمكن أت تشكل العقوبات النفطية على روسيا .. القائمة و القادمة التي تتلقاها يومياً كتهديد لها بأهداف سياسية .. حبل نجاة حقيقي يخرج الاقتصاد  الروسي من شدة اعتماده على النفط ليشكل قاعد متطورة للصناعة و الزراعة في العالم ..
ليس أقل من ذلك و روسيا اكبر دول العالم ..  و من أغناها .. حتى إن غضينا النظر عن انتاج النفط و الغاز فيها ..
أختتم مذكراً مرة أخرى أن لا علاقة لهذه المقالة بموقفي من الحرب القائمة في أوكرانيا ..و أكرر أنني ضد كل الحروب ..



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=191643

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc