لماذا تصر الدولة كل هذا الاصرار على هذه الحكومة .. ؟؟
22/05/2022




 
المسؤولية خارج الدولة ..
 
كتب أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :
 
أكيد ... واقعنا الراهن يوقع المسؤولية على الدولة .. و الكل يعني بمسؤولية الدولة ، مسؤولية الحكومة .. هذا و إن كان غير صحيح .. هو ليس خطأ ..!! الحكومة أمام المواطن هي الدولة.. و الحكومة هي الشخصية الاعتبارية الإدارية التي اختارتها و سمتها الدولة .. و لذلك يبدو من المنغص فعلاً تحجج البعض في دفاعه عما يهوى .. بالقول  :أن الحكومة عاجزة أو فاشلة او ضعيفة بمعزل عن فشل  وضعف و عجز عناصر الدولة الأخرى ..!!
إذا كان الأمر كذلك فلماذا تصر الدولة كل هذا الاصرار على هذه الحكومة .. ؟؟!!
أخشى باستخدام عبارة " الكل مسؤول " أن تضيع المسؤولية .. و بصراحة الكل مسؤول فعلاً .. لكن حذار من التفكير للحظة واحدة أن ثمة ما يبرئ الدولة من مسؤوليتها أو يخفف عنها ..
الحكومة ممثلة للدولة ، تخوض تجربة بليدة جافة تثير الخوف و الرعب ولا تثير أي شيء يمكن أن يحرك الأمل ..
لكن هل الدولة وحدها  هي المسؤولة .. ؟
مبدئيا .. نعم ... رغم جهات خاصة علمية و ادارية تتحمل مسؤولية تقصيرها هي .. و قد تدعي أن الدور المعطى لها لا يسمح بأكثر من ذلك و تشكو!!  الاهمال و عدم الاهتمام من قبل الدولة و غيرها ..
لكن ما تطرحه هذه الجهات لا يعدو حتى اليوم .. أكثر من تعليقات و تحليلات حول ما يجري ،  طابعها الرسم النظري و السرعة و الخفة و السطحية – إلى حد كبير -  شيء ما يشبه الاعلام .. أو الكتابات الاعلامية و الاكاديمية .. !! بمعنى أنه يغيب عنها التصور الواقعي الجريء .. يطرح مشروعاً محدداً لواحد من الاشكالات أو المشكلات العويصة التي تواجهها الحالة السورية !
لا شك أن التصور النظري و العصف الفكري - إن صح التعبير-  يشكل خطوة هامة و ركناً أساسياً للوصول إلى التجربة العملية ..  شرط أن يراعي حالة الدمار الفكري و العملي التي نعاني منها .. فيرسم ولو نظرياً على أساس ما هو قائم و ليس على أساس ما محفوظ في المذكرات و الكتب و فقط ..
نعم .. هناك تقصير من اساتذة و رجال الاقتصاد .. لا يبرره بشكل كامل ابتعاد الدولة عنهم .. أو ابعادهم من قبلها ..
في رؤية لكارل ماركس يقول : ليس في الدنيا مجتمع يقوم على الكذب فقط .. لا بد أن هناك شيئاً صحيحاً .. و إلا ينهار المجتمع .. !!... مجتمعنا ..تعب .. فقير.. جائع  .. لكنه لم ينهر  بعد .. و يقاوم صعوبات الحياة الكارثية .. ويقاوم خطاب الدولة الأحمق ... الموجه له عبر الحكومة و غيرها .. خطاب ما زال يطالبنا بأكل أوراق الشجر و عشب الأرض بحجة أنها الحرب .. !!
و في البلد معطيات كثيرة جديرة بأن تدفعنا ولو خطوة في طريق الخلاص أو الأمل بالخلاص .. هل لدا الباحثين المزعومين رؤية لمكافحة الفساد مثلا .. استعادة الأموال المنهوبة مثلاً .. فتح ابواب العمل و المبادرات بعيداً عن السلبطة و الرشوة .. و التعقيد .. مثلا و غيره الكثير ..
As.abboud@gmail.com



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=191794

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc