القرار العالمي مرتعش و خائف .. و نحن نرد بصوت خافت و مواقف مهزوزة على التحديات التي تواجهنا ..
03/07/2022





أهمية التعداد البشري في إعادة صياغة العالم ..و موقعنا فيه ..
كتب الاعلامي أسعد عبود
 العالم مضطرب بوضوح ، يواجه عديد التحديات ، تبدأ من الغذاء و الماء ولا تنتهي بالحروب و افتقاد الأمن و السلام .
نحن حتماً جزء من هذا العالم . لكن مشكلتنا أو مشكلاتنا ليست بالضرورة لكوننا كذلك ! و لا أراه من المفيد أن نعلق هذه المشكلات على أزمة العالم .. تاركين لسيرورة الأحداث ومآل تطوراتها أن تضعنا حيث تشاء .. و تحدد كامل مستقبلنا ، مستسلمين للقوة القاهرة و مواجهتها بالعجز .
من المؤكد أننا اليوم ، أو كما يبدو عليه الحال على الأقل ، نخضع لتطورات الحالة العالمية بنسبة عالية من الاحتمالات ... و مهما كان هذا الخضوع و كانت الظروف التي تفرضه علينا  .. و تحكم غيرنا بشؤوننا .. هي بالتأكيد تترك لنا فرصة لنشكل صياغة حالنا و بلدنا وسط هذه التغيرات العالمية التي بدأت وإن كانت تطرح تصورات أكثر منها ترسم حقائق راسخة على الأرض .
القرار العالمي مرتعش و خائف و لا تحيط به بيئة مستقرة .. و قرارنا غائب إلى حد كبير .. أعني قرارنا بشؤوننا .. نحن نرد بصوت خافت و مواقف مهزوزة على التحديات التي تواجهنا .. سواء كان مصدرها الحالة العالمية أم حالتنا الوطنية. و بالتالي كيفما سارت أمور العالم الذي يواجه اليوم إعادة صياغته وفق شروط تفرض نفسها على الجميع كل بحسب استعداده لرسم موقعه. نحتاج عقلاً و ارادة لتحديد موقع لنا.
في الحالة العالمية التي تحاول رسم خارطة للعالم على أساس سيطرة الفهم و المنطق السائدين على الواقع القائم اليوم .. أو الذي كان قائماً حتى اليوم .. لا بد أن تواجه معطىً آخر يقوم على حقائق غير تلك التي عممنها حالة سيطرة الغرب .. أميركا و أوروبا ..!! هذه السيطرة  التي وصلت بالعالم إلى مشروع تشظي الاعتبارات القائمة .. حيث الغرب اليوم رغم استمرار تفوقه و سيطرته ..إلا أنه متعثر يمضي بلا جديد .. معتمداً الاساليب القديمة ذاتها .. الحروب و الحصار و الاحتكار ..مستنداً على تفوق ليس له أن يدوم ..
الخطر الكبير الذي يواجهه الغرب أو يواجهه العالم في ظل سياسة الحصار الغربي .. هو أن يتجه العالم المحاصر إلى بعضه معلناً ولادة مارد ، ربما يكون الأقوى ، بما لديه من بحث علمي و تسجيل براءات اختراع وتكنلوجيا .. لا يستهان بها كلها و بغيرها .. خارج العالم الغربي المصر على الحصار و السيطرة . و خاصة في آسيا و على رأسها الصين ..و في روسيا ..
لم يعد الغرب البعبع المخيف .. هو مازال قوياً متفوقاً .. لكن الجزء الأهم من قوته و تفوقه قائم على السيطرة و الحصار الذي بدأت تهتز مقوماته.
الجانب الآخر المواجه للغرب يتمتع بورقة كثيراً ما حسبت أنها ورقة ضعف .. و اليوم تبدو ورقة قوة .. وهي ورقة الأعداد البشرية الهائلة .. في الصين و الهند و باكستان و روسيا و إندونيسيا و غيرها من دول آسيا يقيم أكثر من ثلثي سكان العالم .. فماذا يفعل الغرب إن استطاعت هذه الجموع البشرية و دولها أن تتواصل مع حلول مشتركة لمشكلاتها و عدلت عن انتظار المنة الغربية ..
هكذا يُرسم عالم جديد قد تكون ملامحه بدأت بالتشكل .. و هذا يدعو الدول و الشعوب للنظر في واقعها لتشكيل ملامها الجديدة .. و بينها نحن .. إن كان ما زال لنا امكانية استعادة ملامحنا ..
As.abboud@gmail.co



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=192203

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc