تحطيم شخصية -المُواطنة - السورية المعاصرة ... و اعادة البناء
16/07/2022




كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس


أعني بها خصائص و مميزات الفرد السوري " المواطن " و من ثم المجتمع السوري من خلال العلاقات التي رسمتها النظم الادارية و الاقتصادية و السياسية خلال نحو نصف القرن الماضي .. و رسمها المواطن السوري من مستويات متباينة و بغايات و أساليب متعدد ة لتلبية الاحتياجات المواطنية المختلفة .. و التي رسمتها بصورة اساسية الارادة السياسية لأنظمة الحكم التي سادت خلال هذه الفترة ... و انتهاء بالحالة التي وصلناها و التي تشهد بأنها غير قادرة بشكلها و معطياتها و امكاناتها القائمة على إعادة البناء .. ولا سيما في ظل التخبط الواقع في العمل الحكومي و الاداري السوري الراهن. قلت : أنظمة حكم ,, رغم أنها نظام حكم واحد استمر هذه السنوات ، لكنه كثيراً ما طرح من نفسه بديلاً لنفسه ..! من خلال هزات تغيير سياسي ربما أولاً ... اتخذ من التوجهات الاقتصادية عموماً وسيلة للتعبير عن الذات و التعريف بها .. و كانت نقلات .. توصفت بميل نحو اليمين أو اليسار بهذا البعد أو ذاك .. وهي بيمينها و يسارها رسمت خطاً لا ينتمي لليمين أو اليسار .. بل خط لمواجهة مشاكل ادارة الدولة و العمل الحكومي .. و يتضمن صرف كثير الاهتمام لتلبية حاجة المواطن والوطن .. و قد اعترى هذا العمل الكثير من الفساد الذي تفاقم في السنوات الأخرى إلى حدود مرعبة .. نتاج هذه المسيرة كانت الشخصية المواطنية السورية المعاصرة .. التي كان يؤمل منها مع بعض التحديث و الدعم الحقيقي و أول أدواته هو الايمان بهذه الشخصية و بالمواطنية أولاً و من ثم النيات الصافية ... أن تتصدى لمهمة اعادة البناء باحتمالات مقبولة لتجاوز الصعاب. ما جرى و يجري .. و ما واجهته و تواجهه هذه الشخصية المواطنية الفردية و المجتمعية ... هو عكس ما كان يجب تماماً ..!! فعوضاً عن دعمها .. و اشعارها بالأمان و المساواة و الالتزام بالوطن و حقوق الناس في الحياة الكريمة ... شوهوا الدعم قبل أآن يسرقوه من جيب إلى جيب و انتهاء بجيوبهم .. و اخضعوها لعقلية الجباية ... فامتدت أيدٍ قذرة إلى جيوب المواطن تنهب كل شاء حتى بدت خاوية تماماً .. أو تكاد. نحن اليوم مع مواطن يمثل الشريحة العظمى من أبناء الشعب لا يعرف ماذا يفعل و لا ماذا يأكل أو يشرب .. ولا إلى أين يتجه و قبل ذلك كله .. غالباً لا يعرف ما الذي يجري .. ولا من أين جيء بكل هذا الغباء و التخلف لرسم طريق الخروج من المأساة .. سعت الدولة .. وفعلاً سعت ... طويلاً .. لإقامة أرض  صالحة ليكون لهذه الشخصية القرار الأهم و لمعنوياتها الاهتمام الأكبر .. لكن و عندما جاءت الحاجة لها .. وجدت نفسها أمام سياسة ادارية و اقتصادية .. لا تتوانى عن تحطيمها
..!! As.abboud@gmail.com



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=192284

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc