لا وقت للحرب .. رغم حالة العالم الاقتصادية .. المزرية
07/08/2022






كتب أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :

المشكلات الاقتصادية الحقيقية إلى حد الاحراج ، التي يعيشها العالم اليوم ، ليست سبب الحروب المنتشرة .. ولا هي نتيجة لها ... بل هي الحرب .
 حالة العالم المزرية اليوم هي حالة اقتصادية مزرية .. و ليست حالة عسكرية مرعبة ؟!
الحرب مرعبة بالتأكيد .. و في واقعنا الراهن ما ينذر بها على نطاق أوسع بكثير من الحرب التي نعيشها اليوم . أعني أن احتمالات الانزلاق إلى حرب من نوع آخر غير هذه التي نراها .. و ستكون عالمية حتماً ، كما هي الحرب التي نعيشها اليوم عالمية ، تتصف بانخفاض حرارتها .. إلى أقل من الحرب الساخنة ... كما أنها لم تصل بعد مستوى حرب عالمية باردة .. هي أشبه بتجارب و مناوشات تحاول الرأسمالية العالمية أن تعالج بها أزمتها القائمة و التي لا يتضح لماذا هي خانقة إلى هذه الدرجة ؟
 
الرأسمالية تحاول تفريج أزمة خانقة تعيشها .. السلوك الرأسمالي يشير إلى أزمة خانقة أكثر مما يستقرئ العالم فيها  .. الواضح أمام العالم أن الرأسمالية ، ولا سيما  الولايات المتحدة الاميركية لم تكن في أزمة ملحة تفرض تفجير حربين معاً .. واحدة ناجزة في اوروبا  مع روسيا ضحيتها اوكرانيا و الثانية في آسيا ستكون ضحيتها تايوان ..
لو فكرنا في الموقعين المختارين للحربين .. سنرجح تراجع الغايات العسكرية للرأسمالية منهما .. رغم توسع حلف الناتو .. بل من الناحية العسكرية يبدو أن الرأسمالية العالمية ستخسرهما .. دون  كبير فوائد ترجى من توسع الناتو . فالرأسمالية كانت في موقع سيطرة و تمدد عسكري سيصعب عليها استعادته . لذلك ليفكر العالم ..  كل العالم .. اقتصادياً .. لمجابهة هاتين الحربين .. و ما قد يتبعهما ...
هاتان الحربان ترفعان رايات الحصار الاقتصادي ليس إلا ..!!!
في القرن الماضي أوصل الكساد الكبير " 1929-1939 " الرأسمالية إلى الحرب العالمية الثانية لتخرج من أزمتها .. و خرجت .. لكن مع مخرجات أخرى كان أهون منها على الرأسمالية الحالة قبل الحرب ..
حالة العالم الاقتصادية الراهنة لا ترجح اللجوء إلى حرب عالمية ثالثة ..  تستخدم فيها الأسلحة الفتاكة المرعية .. بل إن العالم اليوم يفتقد امكانات الحصاد من الحرب حتى و إن التزمت الأسلحة التقليدية .. لذلك فمسيرو الحروب يفضلونها وحشية اقتصادية .. ؟؟!! و تشكل العقوبات التي يفرضها الغرب على دول العالم ، السلاح الأول و الأهم في محاولته كسب الحرب الراهنة و ما يمكن أن يلحق بها .
مواجهة هذه الحرب تستلزم بالضرورة الجهاد و القتال على الجبهة الاقتصادية .. و مقاومة محاولة الغرب نشر الأثار الاقتصادية السيئة ....للمعارك القائمة اليوم و القادمة غداً و محاولة تصعيد النتائج الاقتصادية المخزية التي قد تنجم عنهما ..
في مثل هذه الحرب لا يمكن لجيوش أن تقاتل عن غيرها .. لا يمكن لجيش أن يقاتل عنا مثلاً .. و بالإدارة الفاشلة العاجزة الفاسدة .. لن نحسن قتالا .. و لن نكسب معركة ...  



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=192483

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc