مهندسو اقتصادنا لا يخشون موتنا
إن لم نحيا نحن لن يأتي أحد للمشاركة أو الانقاذ .. اشرحوا لنا أين نحن؟ و كيفنا




القتل البطيء ... ماذا بعد أن نموت ؟!
كتب أسعد عبود - سيرياستيبس
كي ننهض نحتاج أولاً قوتنا .. و أن نتعرف عليها .. و نحتاج المساعدة من دول أخرى .. صحيح أننا نتلقى بعض المساعدة من هنا و هناك لكنها .. غير كافية و هي بالأصل غير موجهة بقصد تأمين الكفاية و إقامة مشاريع الانقاذ و اعادة البناء  .. لا تلك  التي تأتي من إيران ولا من روسبا و لا من دول أخرى محبة .. و السؤال : هل نحن نبحث عن هذه المساعدات .. ؟ كانت على شكل قروض أو هبات أو مساعدات و استثمار كما شهدت دول أخرى خرجت من حروب طويلة .. ؟
لا أزعم المعرفة بذلك .. لكن .. لو كان الأمر قائماً لشعرنا به من حالنا .. فهكذا توجهات و احتمالات .. لا تأتي على أرضية كالتي نملكها و لا بسياسة اقتصادية كالني نعيشها .. و من حالنا يجب أن نبدأ .. فأين نحن و إلى أين وصلنا .. ؟
الطبيعي جداً أنه لن يمكننا أن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام قبل أن يتوقف بنا الانهيار المستمر المتتابع .. و هو الذي لم و لا نفهم السر فيه .. و فيه سر بالتأكيد ... آخر رفع لأسعار البنزين أعلن في منتصف الليل !!؟؟ فإن كان خيار الوقت تم بضغط الحاجة الملحة التي لا تؤجل .. كان لا بد أن نشعر بهذا المتغير المرعب الذي نُقل لنا قبل أن نغرق في النوم .. و هو الغرق الوحيد الذي لم يعد يدركنا .. وإن كان ثمة طارئ مفاجئ .. لكنا سمعنا به ..  لا .. لا هذا و لا ذاك ..
إذاً ما السر .. ؟
كل سياسة الدولة المتمثلة بإجراءات الحكومة المشوهة ، التي  تزيد حياتنا و اقتصادنا و مجتمعنا تشويهاُ .. فيها أسرار .. أو على الأقل هي ليست واضحة لنا نخن المعنيين بها ، الذين نقلى بغبائها و لا مبالاتها .. نحن الذين نقتل يومياً و بدم بارد ..
مهندسو اقتصادنا و واضعوا اجراءات و نظم حياتنا الراهنة .. لا يخشون موتنا .. و هم يعملون على قاعدة منافقة ابتدعوها و استمروا بها حتى صدقوها ..!!
يقولون فيها : السوري لا يموت .. و ما حدا مات جوعاً .. و نصرخ و نستغيث لكنهم لا يصدقون أننا نموت .. يذهب صراخنا مثل صراخ جورج فلويد تحت ركبة الشرطي الأميركي ديريك شوفين  في الولايات المتحدة .. لكن ..  هناك على الأقل أقيل الشرطي ديريك شوفين من عمله ... فهل سيقال أصحاب الركب التي تضغط أعناقنا و تخنقنا يومياً و لا تخاف موتنا .. فماذا بعد أن نموت ؟!  
هل تراقب الأعين التي تحمي الدولة و حكومتها .. طوابير الناس على الطرقات و في الأسواق و الساحات و الكراجات .. ؟! هل يخبرون أسيادهم .. ؟!
أيها السادة إن متنا من سيبني البلد .. ؟!
لا يهمكم ذلك ..!! طيب من أين ستجدون خلقاً تأكلون لحمهم و تشربون دمهم .
إن لم نحيا نحن لن يأتي أحد للمشاركة أو الانقاذ .. اشرحوا لنا أين نحن؟ و كيفنا ..



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=192545

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc