لماذا تقترب تركيا من سورية ؟
07/09/2022




كتب الإعلامي أسعد عبود خاص لسيرياستيبس:

ميزت صفة العربي للخليج بهلالين صغيرين ! ليس لسبب ... إلا لكوني سأبتعد في ما أقوله هنا عن أي مناشدة باسم العربي و العرب و العروبة .. هذه المناشدات و فيها بعض العتب ، هي التي وصمت أهمية سورية الاقتصادية .. و التجارية ... بأنها بلد محتاج يبحث عن المساعدة .. مما أحجم التوجه الاقتصادي الباحث عن الربح إليها ..و أيضاً أصاب العمل الاقتصادي الباحث عن الاستثمارات في الخصائص السورية - وهي غير قليلة – بالضعف و طبعه بطابع الشحاتة .. اعتماداً على " الأخوة " !!!.
اليوم .. في الوقت الذي يتم فيه تناقل أخبار عن اقتراب تركي من دمشق .. ينتشر على الواجهات الاعلامية خبر الاستثمارات السعودية في اسرائيل و ما نقله كوشنير عن سماح السعودية باستثمار ملياري دولار من الصناديق السيادية في اسرائيل .. سورية في الوسط بين تركيا و الخليج .. و على مدى عقود شكلت معبراً اقتصاديا رئيسياً بينهما .. بمعنى أنها شكلت صلة وصل نافعة للاتجاهين و للعالم .. لكنها تعجز عن استثمار هذه المنفعة التي حققها موقعها الجغرافي .. كلما دخلت مأزقاً في علاقاتها السياسية .. يستطيع كوشنير العدو لكل شعوب المنطقة من خلال تمثيله المصلحة الاسرائيلية .. أن يحصل على استثمارات قد تكون غير محدودة .. لصالح اسرائيل .. و يعجز أحد أن يحقق شيئاً من ذلك لصالح سورية ..!!! ليس من خلال أن ينبه إلى خطورة الوضع في سورية على الشعب السوري .. و حسب .. .. بل الخطورة التي تهدد بالخسارة التي تصيب المستثمر الذي يعتقد أنه في دولة كإسرائيل يضمن مصلحته .. أكثر من سورية..

!! مهمة من هي ..!؟ اسألوا حكومة جمع الليرات السورية من جيوب أبناء الشعب .. و هي تعلم أن في ذلك جهل بأوليات العمل الاقتصادي الوطني ..
صحيح الوضع اليوم في سورية صعب .. و يستحيل أن يكون جاذب للاستثمارات .. لأسباب عديدة منها البنية التحتية المتهالكة و الحكومة المتهالكة اكثر منها المشرفة عليها .. ثم لا شك أنه ما زال هناك مخاوف أمنية .. لكنها ليست ولا بشكل أشد خطورة منها في اسرائيل .. على المدى الطويل .

 تركيا المتأرجحة بين الحضن الاسرائيلي و حضن البيئة المحيطة بها ، تفهم و تدرك أن الاتجاه نحو سورية أربح بكثير من الابتعاد عنها .. لكن ذلك يحتاج جرأة التراجع عن المواقف الخاطئة .. و الابتعاد عن العند من الطرفين .. !! فإن كان الأمر كذلك ستكون خسارة كبيرة للخليج غير النفطي .. أن يدير ظهره لسورية و أن تدير سورية ظهرها له .. العلامات التي أرسلت من تركيا باتجاه سورية .. تظهر بوضوح أنها تقدر خطورة خسارتها علاقتها مع سورية ..
أما من الخليج .. فرغم المواقف الطرية من الامارات و ربما عمان .. ما زال الوضع يشكل سوء تقدير لأهمية سورية للخليج و اقتصاده غبر النفطي الذي يشكل خشبة أمان من الغرق ..

 As.abboud@gmail.com



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=192737

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc