هل نعرف وندرك .. ماهو المطلوب كي نستثمر فوسفاتنا .. قايضوه هو وغيره ؟؟
18/09/2022





زواج_المقايضة

سيرياستيبس
كتب معد عيسى
لا يقوم زواج المقايضة على الحب دائما ولا على رغبة كاملة بين الطرفين ، فهو زواج يعتمد على اتفاق رجلين على تزويج كل منهما أخته أو ابنته للأخر وبالتالي قد لا يكون هناك رغبة من الفتيات بالزواج ولذلك فيه كثير من حالات الإذعان ولا سيما في حالة تزويج الشخص ابنته لشخص أخر ليزوجه أخته. في العلاقات التجارية كما الحب يوجد مقايضة في تبادل خدمات وبضائع بين جهتين دون استعمال المال أو التبادل النقدي وهذا النوع من التعاملات الاقتصادية تلجأ إليه البلدان التي تتعرض لأزمات نقدية واقتصادية وغالبا يكون بين الدول المأزومة والدول القوية اقتصاديا . في المشهد السوري تجاهلت الحكومات المتعاقبة هذا النوع من التبادل الاقتصادي رغم حاجتنا إليه ويفسر البعض ذلك بغياب تبادل النقد وبالتالي الحصص الشخصية التي يُمكن جنيها في التعاقدات لتستفيق الحكومة الحالية على دفق من العروض الخارجية لمقايضة الفوسفات بعدد من السلع التي نحتاجها .
ما يؤسف في الأمر أن الحكومة السورية هي من تلقت عروض المقايضة بعد تسارع انعكاسات الأزمة الأوكرانية على إنتاج الأسمدة وليست هي من سعى في طلبها رغم حاجتنا الشديدة ، أما المحزن الآخر بالأمر أنه لدينا احتياطات كبيرة من الفوسفات ولكن استخراجها ونقلها وتحميلها يحتاج إلى رصد اعتمادات كبيرة لتكشيف المناجم اولا ، و إصلاح السكك الحديدية الواصلة إلى مناجم الفوسفات ثانيا ، وتوسيع رصيف التحميل في مرفأ طرطوس ثالثا ، رابعا وربما ليس اخيرا بتعميق الغاطس البحري لاستقبال سفن بحمولات كبيرة ذات جدوى بظل ارتفاع أجور الشحن عالميا. بالتأكيد كل المواد المعروضة للمقايضة مع الفوسفات مهمة من الدواء إلى الآليات الهندسية إلى الأسمدة إلى التجهيزات الكهربائية وغير ذلك من السلع والمنتجات ولكن هل يُعقل أن الموسم الزراعي على الأبواب ولم تتحرك الحكومة لتأمين السماد الذي يعتبر الفوسفات أساس صناعته ، وسؤال آخر ألا يوجد لدينا منتجات أخرى لمقايضتها مع سلع ومنتجات نحن بحاجة إليها؟ .. أين الحمضيات والتفاح والمنتجات الزراعية الأخرى ؟ إذا كان الفوسفات خلاصنا لتأمين كثير من احتياجاتنا الأساسية من السلع والمنتجات لماذا لم تتحرك الحكومة بتخصيص هذا القطاع بالمبالغ اللازمة لإنتاج الفوسفات؟ . ربما يشهد موضوع المقايضة بعض النشاط بإلحاح الخارج وليس بتحرك من الجانب السوري ،فمن ترك المواسم منذ عدة سنوات دون سماد وهو يعلم أن الاقتصاد والصمود السوري أساسه القطاع الزراعي المتعطش للسماد لا يتوقع منه ان يتحرك بالقدر الكافي ولا سيما أن التبريرات والحجج جاهزة ومَن يشكك متهم بالانفصال عن الواقع.
 



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=192873

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc