بعد ثلاث سنوات على ولادة الخطوط الجوية السورية بشكلها الجديد
إيرادات كبيرة .. لكن مدعومة بالبدلات والحصرية ودعم محروقات .. فأين التنافسية ؟



 

Assaad Al Ard

دمشق - سيرياستيبس :
السورية للطيران .. المؤسسة الحكومية التي احتاجت مؤخرا لتغيير إدارتها العليا وكان قرارا صائباً  .. واحتاجت قبل ثلاث سنوات أيضاً إلى مرسوم جديد " طموح "  أخرجها باسم " شركة الخطوط السورية " , مرسوم جعلها  تتمتع بمزايا استثنائية للغاية ؟  وحيث يبدو أن الادارة أو لنقل طريقة إدارتها في السنوات الاخيرة أي بعد صدور المرسوم ركزت على تضخيم وتضليل الإيرادات المعلنة على أن تعمل على  تنمية وتطوير أرباحها  التشغيلية واستثمار المزايا التي وفرها لها المرسوم لتحلق وتنطلق أكثر ؟
 
فبعد أن  عجزت الادارة الراحلة عن تحقيق نهوض متوازن في أعمال الخطوط الجوية المملوكة للدولة  الى مستوى التشغيل في نقل الركاب والشحن  ..  بل إن تركيزها في تحقيق الايرادات كان على مجموعة من البنود التي تدعمها اعفاءات وحسومات وبدلات وحصرية ؟
 ..
ما يجعلنا نسأل السؤال التالي : كيف عكست الخطوط الجوية السورية بنود المرسوم -1-  لعام 2020 والذي مضى عليه اليوم أكثر من 3 سنوات في بنية أعمالها ونشاطاتها التشغيلية والاستثمارية  
وأين الشركة اليوم من التطوير وزيادة عدد الطائرات  بل واستنثمار الطائرات الموجودة لها بأقصى حد ممكنبما في ذلك انجاز اصلاح الطائرات المتوقفة ؟
   أين  التوسع في التشغيل باتجاه المحطات الممكنة والمتاحة ,  وأين هي من مرونة العمل ومرونة الاصلاح
بل اين هي في ميزان الربح والخسارة ..
هل هي شركة رابحة استنادا الى التشغيل الفعلي أم أنّ هناك عوامل أخرى تدعم ايرادتها المعلنة وتحولها  الى شركة رابحة ..

فالخطوط الجوية  السورية تتقاضى بدل  من الشركات الخاصة المنافسة وهي شركة واحدة فقط كما يعلم الجميع  .. وما تتقضاه هو بالمليارات اذا علمنا انها تتقاضى من 30 الى 50 دولار عن كل ر اكب ينقل بالشركة الخاصة المنافسة تدفعها بلا مقابل للشركة الحكومية , وبالتالي يجب ان تقول الخطوط السورية في بنود إيراداتها حجم المبلغ الذي تتقضاه  من الشركة المنافسة لنكتشف أنه يشكل مبلغا كبيرا ومؤثرا في حجم الايرادات , ودونه سيكون رقم الايرادات متواضعاً جدا ؟ 
وهنا علينا أن نتأكد أنّ ماتدفعه الشركة الخاصة يجب أن  يذهب مباشرة الى الخزينة وليس الى أرباح المؤسسة الحكومية وهذا  أضعف الإيمان فكيف تسجل بدل تحصل عليه الخطوط الجوية السورية وتدعي أنّه أرباح لها .. بأي منطق يحدث هذا .. فهذا هو  السؤال الذي يجب طرحه هنا ..   ؟
طبعا  الخطوط الجوية السورية تقوم بذلك لتعظيم ايراداتها وللايحاء انها شركة رابحة بامتياز على أنّه إذا كان الهدف من فرض هكذا مبالغ على الشركات الخاصة , دعم الخزينة اذاُ لماذا لاتذهب الاموال المحصلة  منها الى الخزينة مباشرة  , لماذا هذا المرور " المشكوك بأمره " عبر بيانات وسجلات وارقام الشركة الحكومية ؟
الأمر الثاني الذي يلفت النظر هو حصول الخطوط الجوية السورية على حسم 30 % من شركة محروقات التي تزودها بالوقود , وبينما تسجل محروقات هذا الحسم كخسارة في بنود ها , فإنّ الخطوط الجوية السورية  تسجله كأرباح , وهذا ايضا ليس معيار للإيرادات بل هو دعم يقدم للشركة الحكومية كي تعمل وتربح وتستطيع المنافسة ؟ 
الأمر الثالث الذي تقيده الخطوط في بنود ايراداتها .. البدلات التي تتقضاها من الحصرية في الخدمات الارضية  ؟
 
نحن في هذه السطور نطرح اسئلة ولا نشكك او نتهم .. مجرد تساؤلات مشروعة من المهم توضيحها , وبالتالي نتمنى الاجابة عليها سواء من وزارة النقل او من الطيران المدني او من إدارة الخطوط السورية خاصة فيما اذا كان هناك توجه لتغيير مفهومها للإيرادات  , عبر رفع قدرتها التشغيلية وليس الاعتماد على ما يأتيها من اتاوات او دعم او حصريىة . ..

فالنجاح هو في الاعتراف برقم الارباح الحقيقية والعمل على تعظيمها ورفعها عبر امتلاك رؤية تطويرية وتوسيعية وفقا لما هو متاح وهناك ماهو متاح فعلا ُعلى صعيد توسيع المحطات و زيادتها وعلى صعيد الشحن ايضا .
نتمنى على الادارة الجديدة وبينما أعلنت عن رغبتها الجدية في ذلك , أن تعمل في سبيل استثمار المزايا التي وفرها لها المرسوم 1  لعام 2020 , ففيه من المزايا ما يجعلها تعمل وتتفوق دون احتساب البدلات المفروضة فرضا على الشركة المنافسة ودون الاعتماد على الدعم لإضافته في بيانات الارباح  ؟ ..

لايجوز أن يكون هناك تضليل في احتساب الإيرادات خاصة اذا كانت تعتمد على مصادر دخل لاعلاقة لها بالعمل والنشاط الذي تمارسه أي شركة ,  فكيف اذا كانت الخطوط السورية التي لم تمتلك مرونة الاستعداد عن نقل المعونات والمساعدات إلا بعد مضي اكثر من 10 ايام على الزلزال الامر الذي فعلته الشركة الخاصة في الساعات الاولى للكارثة ؟
نتمى أن يتوضخ ما طرحناه  بأجوبة  تجعلنا على يقين وقناعة بأن "الخطوط الجوية السورية " اختارات التحلق في الاتجاهات الصحيحة ووفق قواعد المنافسة القائمة على تطوير العمل الذاتي وليس الاعتماد على عوامل الدفع الخارجية , وعليها أن تحصن نفسها للمستقبل بالعمل وليس بالاتاوات  والحسومات التي قد لاتستمر ؟
    
فالانفتاح قد يحدث في أي لحظة وتعود معه شركات الطيران للعمل باتجاه سورية , وما الخطوط الاوربية الا مؤشر  .. وعندها سيكون للمنافسة شروط وقواعد مختلفة على الشركة الحكومة والاجنحة التحضر لها جيدا 



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=194425

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc