لا جعجعة ولا طحين .. إنما ثمة ما يُشعر باستمرار الحياة فينا رغم التيه ..
12/03/2023







كتب أسعد عبود لسيرياستيبس :
 
ثمة نبض في الجسد السوري .. أنهكته سنين الحرب و حصار الخارج و الداخل .. و الفساد و التخلف .. و اطالة أمد الحكومة غير الرشيدة الجاسمة فوق صدورنا كأنها القضاء .. و جاءه الزلزال ، ليطرح ثالثة الأثافي .. لكن... استمر النبض فينا . و بقليل من تغييب متحكم به للعقل ، نستطيع القول أن هذا النبض قد يبشر بالتحسن رغم الكوارث .. شريطة الغاء حصار الداخل في واقع قد يبشر باقتراب احداث خروق في حصار الخارج . ليس ثمة طرح يمكن الاشارة له في الواقع الداخلي .. ترى الدنيا و كأن القدر قرأ عليها السلام .. و من قلة ما نفعل في حياتنا .. و من قلة ما نعطي و نقترب من الصواب في اعلامنا .. يمكن أن تشغلنا مسائل مهما عظمت تبدو بسيطة في ظل ما نعانيه .. كقضية وضع مادة البصل في السوق ..

 نحن اليوم في منتصف آذار .. أقل من شهر سيكون بصل الفريك السوري قد ملأ السوق .. و هو من نوعية البصل الذي استوردته الحكومة لتبيعه على الهوية .. قضية أقل بكثير من أن أضيف حرفاً واحداً لها .. وهي ليست المرة الأولى لفقدان البصل و لا غيره .. !!! و قد فشل الاعلام فشلاً كبيراً في تحميلها و عرضها و المبالغة فيها .. أعني عملية الاعلام و ليس المؤسسات الاعلامية .. بل كل من يمارس الاعلام و ما أكثرهم .. و تحول بمعظمه إلى اعلام بصل .. و لا أدري ما هي الكارثة في فقدان مادة البصل لحين من الزمن .. و لا أقدّر ثقلها على شعب يعاني من الفقر و الحرب و الحصار ثم الزلزال .. و الجوقة تصرخ .. بصل .. بصل .. تطرب لها الحكومة و تسعى لشرائه و توزيعه .. ولو على حساب الوقود و الكهرباء و الماء و الدواء ..

لا أعلم من أفلح أكثر هذه الحكومة أم هذا الاعلام .. ؟؟!! اليوم عنا بصل .. ما أمن لوزير التموين كيلو على بطاقته الذكية جداً ..!! اليوم عندنا بصل و غداً سيرمى به في الطرقات و هي مسألة متكررة مع كثير من محاصيلنا و منتجاتنا .. و هذا كله من جدارة الذين يقودون الاسواق .. أذكركم في مرة من سنين طويلة مزحنا و كتبنا " غولدن يا بصل " استهزاء بقدره إذ وصل سعره لسعر التفاح .. و الشيء بالشيء يذكر .. سيكون للتفاح في قريب ليس عاجل وضع أسوأ بكثير من البصل .. و سترون .. ستكون السيطرة صعبة .. لأن التفاحة يطول مقامها في الأرض و يتأخر صباها و انتاجها كي تعطي و توفي .. و هي اليوم في مأزق يتفرغ سنوياً بسعر بخس بعد أن أغلقت أمامنا بوابات التصدير .. و غد إن أثمرت - ولو قليلاً - انفتاحات اقليمية على سورية .. و وجد التفاح السوري طريقه إلى مصر و الخليج و العراق .. صدقوني سيباع بالواحدة .. و سترون .. هو اليوم انتاج متعب مجدب خاسر لا يجد منتجوه سماداً ولا مواد مكافحة و لا أيدي عاملة .. وليس أمامهم إلا الابتعاد عنه .. و انتظار استفحال الغربة ..

أنا أسأل هل تجد الحكومة .. فرصة للتفكير في انقاذ محاصيلنا الزراعية .. التفاح نموذجاً .:. هل تفكر بمستلزمات الانتاج الزراعي .. ؟؟!! كله .. أم تفكر بمصادر للاستيراد .. في واقع الحال الذي نحن و بلدنا و اقتصادنا فيه .. نحن الزراعة .. إن سلمت سلمنا و إن غرقت غرقنا .. و القضية ليست أبداً فقط " شرشوحة " البصل ..



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=194486

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc