البحث عن لغة اقتصادية جديدة للتعامل مع واقع لم يعد قادراً على الاستمرار
19/03/2023
كتب الاعلامي أسعد عبود لسيرياستيبس :
يمر الواقع الاقتصادي السوري بحالة انهاك و سكون ، لا أحد يعلم ما الذي
ننتظره ولا ما الذي ينتظرنا .. الصوت الذي يُسمع أشبه بحشرجات استنجاد و
نداءات مطلبية و استغاثات انقاذ ، و مطولات من الاتهامات و الشكوك المعلنة و
الخوف .. و كل على ليله يغني و عن ما ييسر له الدهر يبحث !!!
إلى الآن تشكل فكرة الهجرة بتنويعاتها ، الشاغل الرئيسة للضمير الاجتماعي
السوري .. و هي حالة هروب جمعي ناجمة عن فقدان الأمل و غياب شعاع الشمعة .
الهجرة من كل شيء إلى أي شيء .. حتى ولو كانت إلى الوهم .. تبدأ من هجرة
المدرسة .. و هجرة الجامعات و الأمل الذي كان يعيش على حسابهما .. إلى هجرة
المهنة و العمل .. و المحاولة و الابتكار .. و قد لا تنتهي بهجرة الأرض و
ما على سطحها ...
لو توفر رائزاً يقيس السعادة عند المواطن السوري لوجدناها ترتكز على من
أوجد خيط وصل مع الخارج .. فوعدَ الروح بموارد يترجمها واقعاً أفضل عجز عن
تحقيقه و لا يرى إليه طريقاً !!
يعني قلة قليلة إن كانت موجودة من
المواطنين تزرع أملاً في هذه الأرض .. و نسبة من هذه القلة يحاصرها سلوك
الحكومة المشغولة كلياً بما يمكن أن يتوفر لها من أيدي الناس .. و معظمهم
من الفقراء .
في هذا الواقع المعاش ، من الصعب جداً أن نجد المواطن الأمل من خلال
مخاطبته باللغة القديمة ذاتها و اقناعه بالتوجهات نفسها التي لا يقتنع بها
حتى مطلقوها .. ولا بد من لغة جديدة .. يمكننا صناعتها أكثر من امكانية
استيرادها ..
تصنعها التجربة ..
و لإطلاق التجربة شروط تبدأ من حرية الاطلاق و الانطلاق ..
تقولون لنا : تلك شروط مؤمنة و ظروف قائمة .. أقول لكم : لا أبداً .. بل
هناك حصار على العقل و الفكر و التجربة لصالح الأيدي القابضة على الربح في
ظل الظروف القائمة ..
أكثر ما يحتاجه السوري اليوم .. و يحتاجه العقل السوري .. و يحتاجه
الاقتصاد السوري .. هو لقاء العقول و الارادات و التجارب .. و لا أطالب
أبداً باي مؤتمر أو اجتماعات تأتي من اللغة القديمة و عقلية الافلاس و
الادعاء ذاتها .. و خصوصاً عقلية الاشراف الحكومي ..
الدور الحكومي مطلوب و مطلوب جداً .. لكن ليست هذه الحكومة و ليس بهذه
اللغة ..
بصراحة .. هناك حالة كسل و تقاعس تعيشها القوى العلمية و الفكرية و
الرؤيوية الاقتصادية المفترضة .. و أخشى أن تكون هي حالة الخيبة من تدخلات
و تخلف صاحب القرار ..
لا يعقل أن لا أحد فكر بشيء ..!!
لماذا .. سورية رغم كل ما واجهت و تواجهه
ليست الأرض اليباب ..؟؟!! ما زال للخير و الوعد على أرضها موعداً . إن صفت
النيات و صحت العزائم ..
و السؤال الهام في نظري :
أين قوى العلم و العمل و الادارة الاقتصادية الخاصة ؟؟ أين الجامعات ..
مراكز البحوث .. كليات الاقتصاد . غرف التجارة .. غرف الصناعة .. و الزراعة
.. أما قدر لها بعد أن تطرح جديداً يقنع مواطناً .. أن يقتنع بوطنه من
خلال مصلحته في هذا الوطن و العيش فيه ..
سبق أن طرحت السؤال ذاته .. و أخشى أن يكون ثمة ممانع يمنع الجواب ..
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=194564