يلعب الدولار و ينسحب الحكم ..من يتحكم بسعر الليرة .. و كيف ..
حكومتنا تفضل معالجة اي واقع طارئ مفاجئ او غير مفاجئ .. بأن لا تعالجه ؟




يلعب الدولار و ينسحب الحكم ..من يتحكم بسعر العملة
 الوطنية .. و كيف ..
اسعد عبود
الطبيعي انهما في السوق المحلية طرفا خيط .. الليرة السورية و العملات الاجنبية .. الدولار اولا .. وقد يكون من الموضوعي في اطار الظروف السائدة في وطننا و بلدنا ان يكون الشد غالبا لصالح الدولار ..فليس من السهل على العملة المحلية ان تقاوم  وان تكسب معركة شد الخيط مع الدولار الامريكي .. و غيره في أسواق الصرافة و العملات .. ومشكور لها حتى الآن أن تستطيع التوقف لبعض الوقت في خط الانحدار المستمر .. و تكف و لو مؤقتا عن التراجع و الأنهار ..
ذلك لا يعني أبدا و بالمطلق انه ليس بالامكان أحسن مما كان .. لا ابدا .. الليرة السورية تقاتل لوحدها في أحسن الحالات .. و حراسها الذين يفترض أن يحموها يقعدون كليا عن أداء المهمة .. بل هم يسيئون لها و لإمكانات يمكن ان تتوفر لها .. بسوء الاداء و العجز و الفساد ..
أظهرت الليرة بعض المقاومة خلال فترة نحو الشهر .. عموما شهر الصيام و قبله .. بل هي حققت بعض المكاسب احيانا .. ساهم فيها ولا ريب السكينة التي يعيشها المجتمع الشعبي و الاقتصادي في هذا الشهر .. رغم اعتياد السوريين على التسوق و الاستعاد لموسم فرح و عيد .. و ربما يلعب دورا ايضا .. شيء من ورع ديني يعيشه عديد السوريين و بينهم اصحاب فعاليات اقتصادية ..
صمدت الليرة صمودا خجولا لكنه استمر لشهر و اكثر عند سعر صرف حر يعادل نحو 14000 ليرة للدولار الاميركي الواحد .. و كان الرأي الغالب لرواد هذه السوق .. هم عمليا كل المتعاملين بالسعر الحر للدولار . ان قضية صمود الليرة . هي قضية وقت وحسب ..
بالفعل ما كادت الستارة تسدل على اجواء رمضان و العيد المنصرمين حتى بدأ الدولار بالارتفاع .. وهو الآن يمضي وفق هذه المسيرة
مستفيدا اولا من تقاعس الحكومة و الادارة الاقتصادية عن اي محاولة للاستفادة من فترة الاستراحة المكللة بمكاسب حققتها الليرة مستفيدة من تحويلات المغتربين في الشهر الفضيل ..
 و ثانيا من احتمال ان يكون الطلب للدولار قد تعزز مع البدء بالاستعداد لاداء فريضة الحج .. التي تعاملت معها الحكومة كفرصة جباية لا تفوت .. فرفعت تكاليف و رسوم الحج الى مستويات تسيء للاقتصاد و للحج .
كان المفترض ان الحكومة تقرأ ظروف هذا الموسم للحج فلا تترك الحجيج يبحثون عما يلزم لهم من عملات عن طريق السوق السوداء او ما يشابه ..
كيف .. هم الذين يجب ان يعرفون كيف !! الطلب هنا على القطع الاجنبي ليس بذلك الطوفان الذي تصعب اي محاولة لضبطه ولو بحدود ..لكن حكومتنا تفضل معالجة اي واقع طارئ مفاجئ او غير مفاجئ .. بأن لا تعالجه ليس بسبب الكسل و العجز بل ايضا بسبب الفساد الاكيد .. و تريد ان تقول : ما نفعله يكفي ..و هذا ما نستطيع فعله .. و هكذا بدأ الدولار مسيرة جديدة لن تتراجع بسهولة بعد ان يمضي موسم الحج ..
ليست المسألة الدولار فقط .. هذا لا يرعب .. الدولار صديق الحكومة و شخصياتها المرموقة .. هناك ما هو اشد و ادهى و يشكل فضيحة اقتصادية اجتماعية .. اسطوانة الغاز المنزلي وصل سعرها 300 الف ليرة ...
عندما يحصل يكون ضرب و اضعاف لسعر الليرة و قيمتها .. و تقول بعد ذلك الحق على الدولار ..!!!
As.abboud@gmail.com



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=198536

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc