حوالى ستين صهريجاً عبرت عبر حاجز الجيش اللبناني في منطقة حربتا الى البقاع الشمالي في اليومين الأخيرين. مع ذلك، محطات البنزين في مدينة الهرمل وقرى قضائها مقفلة أو شبه مقفلة، ويعمد عدد منها، لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلى فتح أبوابه لتصريف بضعة آلاف من الليترات، قبل أن يعود ويقفل أبوابه مسرعاً. ويقول أكثر من شاهد عيانٍ لـ«الأخبار» إن الصهاريج تفرغ بعضاً من حمولتها نهاراً، ثم تقوم الصهاريج الصغيرة وبأعداد أكبر بنقل الحمولات ليلاً على الطرقات الترابية باتجاه الحدود السورية، وتعود لتتنقل في اليوم التالي وآثار الأتربة ظاهرة عليها «على عينك يا تاجر». من جهته، عمد الجيش اللبناني إلى تشديد الإجراءات والتأكد من وجهة الصهاريج. وبحسب المعلومات، جرى ضمان الحفاظ على حصة المستشفيات ومولدات الكهرباء في المنطقة، إلّا أن فارق الأسعار الذي يصل إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف بين لبنان وسوريا في السوق السوداء، يجعل التهريب الوجهة المفضّلة للتجار و«هناك صعوبة بالغة في السيطرة على أطماع الموزعين وأصحاب المحطات، حيث يعمد الجيش إلى التأكد من وصول الصهريج الى محطة الوقود، لكن ليس من ضمن مهماته وقدراته وضع حارس على كل محطة أو مرافقة الصهريج الذي قد يفرغ إحدى عيناته ويكمل بالبقية باتجاه مافيا الحدود».
تقول المصادر إن هناك تكاملاً بين «مافيا لبنانية من الموزعين والتجار مع مافيا الحدود والمعابر، وصولاً إلى مافيا على الحدود السورية وداخل سوريا من الموزعين والتجار، في عملية ممنهجة لاستغلال الدولتين والشعبين. فسعر تنكة البنزين الرسمي المدعوم في لبنان يوازي ثلاثة دولارات، أما في سوق سوريا السوداء فيصل إلى خمسة عشر دولاراً، ومع ذلك تباع بسعر السوق فيدفع ثمنها المواطن السوري غالياً جداً». وتقول المصادر إن «عملية البيع بين عناصر المافيا تتم بالدولار حصراً»، فينتج من ذلك إفراغ سوريا من دولاراتها، ومصادرة الدولار المدعوم من أمام المواطنين اللبنانيين لمصلحة التجار والموزعين.المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=136&id=186113