بالنسبة لسورية .. من قال أنّ قيصر ليس متحولاً ؟
الغاز ولاحقا الكهرباء .. وحدة المصالح الاقتصادية تعززها الطريق الأقصر والأوفر ؟





اجتماع عمّان يضع خريطة طريق لتزويد لبنان بالغاز المصري | صحيفة الخليج


دمشق - خاص لسيرياستيبس :
يتأكد للجميع أن وحدت المصالح الاقتصادية تعززها الطرق الأقصر والأقل تكلفة .. ومن هنا كان اتفاق نقل الغاز الى لبنان مرورا بسورية تأكيد على أن المصالح الاقتصادية يمكن أن تحدث تغييرا في الخرائط حتى ولو كان هذه الخريطة قانون قيصر نفسه ..
بحضور كل وسائل الاعلام بما فيها الامريكية تم الاعلان في العاصمة الأردنية قبل أيام عن اتفاق يقضي بحل مشكلة الطاقة في لبنان .. عبر تأمين الغاز المصري له عبر كل من الأردن وسورية
اتفاق أقل مايمكن وصفه بأنه تجاوز قيصر وذهب باتجاه التعامل مع سورية كطرف لابديل ولا استغناء عنه لتأمين تدفق الغاز والكهرباء الى لبنان لحل مشكلته .. بينما ستحصل كل من الاردن و مصر على صفقتين لبيع الغاز والكهرباء مؤكد تمويلهما من البنك الدولي ؟  

عوائد سورية من الاتفاق " المهم " تأكدت بحصولها على الغاز كعائد  من نقل الغاز المصري الى لبنان عبرها وبالتالي إمكانية الحصول على الكهرباء لاحقا عبر نقلها من الأردن الى لبنان عندما تصبح الأمور جاهزة .
كل هذا سيحدده إنجاز الاتفاق النهائي الذي وضع خطوطه الأولى وزراء نفط سورية والأردن و مصر ولبنان خلال اجتماعهم الأخير ويبدو أنّ هناك اجتماع مماثل سيعقد في إحدى عواصم البلدان الأربعة في وقت قريب لإتمام الأمور بشكل نهائي  
 بالنسبة لسوية ومع أهمية الحصول على العائد سواء كان قطع أجنبي أم غاز أم كهرباء فإن المهم هو ما يشكله هذا الاتفاق من خرق وكسر  للحصار ولقيصر معاً  ..فالموقع الجغرافي والتجاري لسورية لابدّ وأن يفرض كلمته في أي تعاون عربي أو إقليمي .
ومع ظهور الآفاق لإمكانية دخول العراق كمستورد للغاز والكهرباء من مصر والأردن على التوالي الأمر الذي يمكن إنجازه مستقبلا في ظل وجود طروحات حول ذلك  فإن الأمور تبدو وقد بدأت  تتحرك فعلا نحو إنفراج ما حقيقي ومؤكد ربما , على أن المؤشرات يمكن أن تذهب الى أبعد من مجرد نقل غاز الى لبنان وحتى العراق؟  
 
في سبيل إنقاذ لبنان من العتمة بأقل التكاليف وفي إطار تحقيق جدوى ووفر من نقل الغاز المصري الى الأردن فإنه لاخيار إلا باستخدام خط نقل الغاز العربي وكذلك في موضوع الكهرباء باستخدام الربط الكهربائي لدول المنطقة الذي لولا الحرب على سورية لكان هناك حديث اخر مختلف بشأنه وبشأن وضع الكهرباء في سورية ؟
حيث يبدو  تفعيل شبكة الربط الكهربائي في ظل متغيرات عميقة طالت كل دول المنطقة  أصبح أمراً لابد من التكيف معه دوليا وإقليما في ظل وضع اقتصادي وسياسي ضاغط.
على الأرض يبدو خط الغاز في الأراضي السّورية سليماً  تماماً وبجاهزية تامة لنقل الغاز الى الى حدود اللبنانية حيث يحتاج الخط وبطول 600 متر الى إصلاح وبحسب معلوماتنا هناك اتصالات لتتولى سورية اصلاحه عبر إرسال خبراء وفنيين سوريين  .
اإذا وبترتيب الفاوئد من  اتفاق بيع الغاز المصري الى لبنان تبدو على النحو التالي
لبنان سيتمكن من الحصول على الغاز لتوليد الكهرباء مع تحقيق وفورات تصل مبدئيا الى 135 مليون دولار ويمكن أن تصل لاحقا الى 250 مليون دولار , وهذا الرقم مهم جدا لبلد كلبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة
مصر : ستتمكن من بيع الغاز بتكاليف أقل على أن بيع الغاز الى لبنان يمكن أن يفتح لها ابواب العراق خاصة وأن الاتفاق يموله البنك الدولي ؟
الأردن سيحصل على عوائد نقل الغاز ترانزيت عبر أراضيه ولكن ما يطمح له الأردن عمليا هو بيع الكهرباء الى لبنان وربما العراق لاحقا وهو الأهم بالنسبة له
أما سورية فستحصل عل الغاز والكهرباء لأنّ كل الدروب تمر منها ليس الى لبنان وإنما الى العراق أيضا .. ولكن مكاسب سوية الحققة هي في خرق قيصر بشكل جدي هذه المرة ؟
التعاطي الرسمي السوري مع إ
تفاق نقل الغاز والكهرباء وكعادته اتسم بالهدوء فهناك رغبة مؤكدة بأن تكون سورية طرفاً في حل مشكلة الطاقة في لبنان ولكن أيضا لسورية مكاسب تنطلق من حقيقة  موقعها الجغرافي الذي لايمكن القفز فوقه ورغبتها بتسهيل أي عمل عربي مشترك وفقا لما تم الاعلان عنه وذلك رغم ظروف الحرب ورغم معاناته من الحصار والتبعات الاقتصادية
المعلومات تؤكد أن إنجاز الإتفاق يمشي وفقاً لما هو مرسوم له  وكل بلد يمشي باتجاه تجهيز نفسه للأمر وحيث أنّ إنجاز اتفاق الغاز من شأنه أن يُسهل لاحقا انجاز بيع الكهرباء  مع الاشارة هنا وكما ذكرنا أعلاه أن دخول العراق في الاتفاقين قائم وسيعظم من فوائد سورية

 هامش 1 :  تأهيل خط الغاز العربي أو تأهيل الشبكات، كل دولة تتحمل تكاليف إصلاح الشبكة في أراضيها، لذلك الكلفة في الجانب السوري ستكون على الجانب السوري"، هامش 2 :"الغاز المصري سيغذي محطة دير عمار في لبنان وبالتالي سيستبدل لبنان خط الفيول بالغاز الطبيعي الذي هو أقل كلفة من الفيول ولربما يتم توفير سنويا ما بين 100 مليون الى 120 مليون دولار".
هامش 3 : الاجتماع الرباعي الذي عقد في عمان وضم وزراء الطاقة في سوريا ولبنان ومصر والأردن والذي تدارس كيفية تزويد لبنان بالغاز المصري والكهرباء الأردنية أدى إلى وضع خارطة طريق من أجل تحديد الوقت اللازم لمراجعة الاتفاقيات وإصلاح البنية التحتية"، والوزراء الأربعة أعطوا أنفسهم ثلاثة أسابيع للاجتماع من جديد من أجل التأكيد على جاهزية خط الغاز العربي.
هامش 4 : اتفاقية نقل الغاز الموقعة بين الشركة السورية للغاز والهيئة المصرية القابضة للغازات الطبيعية كانت تقضي بأن يتم دفع أجور نقل الغاز المصري عبر الأراضي السورية إلى لبنان إما نقداً أو كميات معادلة من الغاز وهذا ما كان يحصل وشبكة الغاز كانت عاملة منذ عام 2009 وتوقف العمل فيها بداية العام 2012 بسبب انخفاض كميات الغاز المنتجة في مصر
هامش 5 : طول خط الغاز العربي يبلغ 320 كم من الحدود الأردنية إلى الريان وسط سورية بقطر 36 إنشا واستطاعة نقل 10 مليارات متر مكعب سنويا والخط باتجاه لبنان من الريان إلى الدبوسية بطول 65 كم وقطر 24 إنشاً وداخل الاراضي اللبنانية إلى محطة دير عمار نحو 36 كم.
 
 

 




المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=136&id=188761

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc