ثروة حقيقية أهدرها السوريون بحثا عن الكهرباء
اذا وصل المواطن الى كهرباء تغطي 50 % من ساعات يومه ..سيجعله يتفاءل بالقادم




الكهرباء كمؤشر ..
كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :

منذ اكتشفت الكهرباء و وضعت في الاستثمار نُظر اليها كمؤشر على رقي و تقدم الأمم  ، و مؤشر على سوية النمو و التطور الاقتصاديين . و ينقل عن قائد الثورة البلشفية " لينين " قوله أن معيار انتصار الثورة في جمهوريات الاتحاد السوفييتي ، أن تصل الكهرباء إلى كل جحر فيه ..
هي كلمة منقولة حفظها التاريخ ، و لست بصدد الاستدلال بها على ما هو أبعد من محتواها .. إنما أستدل على أهمية مؤشر الكهرباء في الحياة و الاقتصاد بشكل خاص من معاناة السوريين الراهنة من خلال ثلاثة اعتبارات :
أولاً – يغلب على  حال المواطنين السوريين في بلدهم اليوم .. الانطباع عن تطور الاوضاع و تحسن ظروف الاستقرار و الأمان و المعيشة و الأمل بالمستقبل .. من خلال أمرين :
 الأمر الأول هو ارتفاع تكاليف المعيشة بما يعني عملياً الفقر ..والفقر حتى الجوع .. و هذه حقيقة قائمة – بكل أسف - .. و تتفاقم يوماً بعد يوم ولا يُرى سبيلاً لتغيير ما بهذا الواقع الذي تقوده حكومة لعلها الأسوأ أداءً بتاريخ سورية .
و الأمر الثاني هو شح الكهرباء و المعاناة القاتلة في هذا الواقع .. من ناحية الفاقة الكهربائية .. و من ناحية المحاباة في التوزيع بما يتنافى مع كل منطق يقترب من العدالة.
المواطن السوري اليوم يقيّم أي تطور أو حركة إلى الأمام بالكهرباء .. فإن وصل في الحصول على الطاقة بشكل حر و دائم و مستمر إلى حدود ال 50 % من ساعات يومه .. سيشعر بتحسن الوضع و ربما يتفاءل بالقادم ..
ثانياً – أهدر السوريون في مواجهتهم لنقص الكهرباء ما يشكل ثروة حقيقية ابتداء من مصباح يد صغير مروراٍ بشبكات التوزيع المنزلية الصغيرة .. ليدات و شواحن و انفرترات .. ثم مولدات تعمل على الوقود مازوت و بنزين صغيرة و كبيرة .. وصولاً إلى بطاريات التشغيل على الطاقة الشمسية .. وغيرها .. و غيرها .. و كل يفصل على مقاسه .... وهات يا استيراد نظامي و غير نظامي حتى اصبحت القطع المهتلكة المهملة المرمية تشكل حالة تلوث بيئي مرعبة ..في هذا الطوفان الكهربائي البديل .. بما أهدر مالاً  يبني عشرات محطات التوليد .. لوكان هناك من يرى و يتابع و يحاول تنظيم العمل و ارشاد الناس و ايجاد الطريق لهم من احل ضوء بديل و كهرباء بديلة ..
ثالثاً – يمكن أن يشكل توفر الكهرباء و تأمينها و وضعها في خدمة المواطن و الحياة العامل الأهم للمساعدة في انطلاق مبادرات الناس و تحرير امكاناتهم .
بالتأكيد ليس في هذا الكلام ابداعاً .. و لافيه اكتشافات ..!!!  انما فيه تذكير و تحميل مسؤولية للحكومة و ادارة الكهرباء و الوقود " الطاقة " .. أنها إن  لم تفكر بجمع هذه الطاقات و الأموال المهدورة بمشاريع كبيرة ربما تغني الجميع .. بما في ذلك انتاج الطاقة البديلة .. بل على وجه التحديد .. انتاج و توزيع الطاقة البديلة ..
As.abboud@gmail.com



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=136&id=191447

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc