كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :
الطبييعي في ظروفنا اليوم أنّ العقل يشفق على كل من يضبط متلبسا بقليل من التفاؤل ، مع بداية العام الجديد .. القضية أكبر بكثير من أن تكون مزحة في برامج التلفزيونات في احتفالات رأس السنة ..إنها قضية الصراع بين الموت و الحياة .. قضية أن نستطيع المضي إلى الامام ولو بقليل من خطوات تشير إلى عودة الروح ربما .. متمثلة بصحوة العقل و الخروج من الدوامة و الغرق في مستنقع الافكار التي قادتنا إلى هنا .. الكارثة ان نعتقد انها هي .. و أبطالها انفسهم الذين أوصلونا إلى هنا .. سيخرجوننا من المأزق .. ؟! الانشغال الأكبر اليوم هو في الحفاظ بشكل ما على استمرار دورة الحياة .. و اذا كان ذلك متوفر بهذا المستوى او ذاك فالكارثة انه يقوم على اننا نأكل اصولنا .. ومعها نعيش حالة الفقر المدقع المعلن و غير المعلن .. و الأدهى هي سياسة التعمية المعتمدة .. إما بسوء نية و إما بجهل .. و الثانية أخطر من الأولى .. لو سألنا سؤالا مثلا لكل الذين يتناولون الشأن الاقتصادي السوري بحديثهم اليومي .. و شبه اليومي .. و منهم انا .. يقول : ما هي الاستدلالات التي تستنج من خلال بيان الموازنة العامة للدولة الذي أعدته الحكومة .. ؟ ستكون المفاجأة أن عددا يقترب من الصفر هم الذين اهتموا بهذا البيان .. انا شخصيا يعجبني فيه .. صدوره في موعده و هذا يحفظ على الأقل آلية الصدور .. و تواتر وضع الموازنة التي هي خطة الانفاق العام .. تمهيدا لحسابات الميزانية في آخر العام المالي " قطع الحسابات " . مهما بلغ فينا الفقر ، هذه آلية يجب ان يضمن لها السلامة و الاستمرار .. و يجب توضيحها و شرحها بصدق وبيانات و استنتاجات تقدم للناس الذين بنيت الموازنة على مقدرات حياتهم إن كام هذا صحيحا . وأعود الى لعبة رأس السنة و السؤال عن التفاؤل والتشاؤم .. لأقول بصدق : لو قدر لهذه البلد حكومة قادرة فاعلة .. صاحبة قرار فعلي .. و رغم تراكم الادارات الفاشلة الجاهلة .. فإن العقل سيجد فرصة أمل و تفاؤل مهما كانت صغيرة .. أما والحالة على ما هي عليه فإن لم يكن هو التشاؤم بعينه .. فهو اقرب إليه من أي اعتبار آخر . في الاختيار بين التشاؤم و التفاؤل .. و من أجل الدقة في الاجابة . افضل تأجيلها للعام القادم .. As.abboud@gmail.co
|